12
فإن فتنة الصدر غامضة، ولقد يكون أشد البغض من أشد الحب، وليس لنا مع سفن القلوب إذا اختلفت رياحها، وهبت عواصفها إلا أن نطوي الشراع، ولكن إلى وقت.
فإذا جهدك البلاء من صاحبك، وبلغ منك اليأس، فما يسوغ لك أن تكون معه إلا كالذي حفر الحفرة، ثم طمها بترابها،
13
ألقى فيها ما كان فيها من قبل، ومضى كأن لم يكشفها!
قلت: آه! فإذا كانت الحفرة من شرها في عمق البئر ذاهبة إلى الأغوار البعيدة، أفأقضي شطر العمر أردم فيها بعد أن قضيت شطره أحتفر منها؟
قال: فمن ذا جعلها بئرا سواك؟
قلت: ولم لا أدعها بئرا خسيفة
14
يلعنها عمقها الغائر فيها بأنها فارغة مظلمة، ويلعنها ترابها القائم عليها بأنها متروكة مهملة؟
Bilinmeyen sayfa