15
وإنما يسمى غرام العاشقين حبا؛ لأن في العاشق دائما مع حبيبته أكبر معاني الطفولة، وفي العاشقة دائما مع حبيبها أصغر معاني الأمومة.
وما كان هذا الغرام ليسمى حبا لولا ذلك، ولولا أن في اللغات لصوصا من الألفاظ تسرق معاني غيرها ...
حب الأم في التسمية كالشجرة: تغرس من عود ضعيف، ثم لا تزال بها الفصول وآثارها، ولا تزال تتمكن بجذورها، وتمتد بفروعها، حتى تكتمل شجرة بعد أن تفني عداد أوراقها ليالي وأياما.
وحب العاشقين كالثمرة: ما أسرع ما تنبت، وما أسرع ما تنضج، وما أسرع ما تقطف! ولكنها تنسي الشفاه التي تذوقها ذلك التاريخ الطويل من عمل الأرض، والشمس، والماء في الشجرة القائمة.
لا لذة في الشجرة، ولكنها مع ذلك هي الباقية، وهي المنتجة، ولا بقاء للثمرة، ولكنها على ذلك هي الحلوة، وهي اللذيذة، وهي المنفردة باسمها.
وهكذا الرجل: أغواه الشيطان في السماء بثمرة فنسي الله حينا، ويغويه الحب في الأرض بثمرة أخرى فينسى معها الأم أحيانا! •••
وذهبت المرأة بالصغيرين بعد أن شهدت منها ومنهما مواقع رحمة الله في القوى المسكينة التي لم تجئها المسكنة إلا من كونها أطهر القوى وألطفها، وانفجر قلبي آلاما وسرورا ورحمة في ساعة واحدة، ثم كاد ينفجر آخر الأمر من الضحك ... حين أراد الطفلان أخذ الأديب السكير معهما؛ لأنه مضحك!
هوامش
الفصل السابع
Bilinmeyen sayfa