5

وأشتعل منها خيالا، وكنت أرى الفصول تخلص في يدي حين أكتبها كما تخلص سبائك الذهب بعناصرها لا بالصناعة؛ وكان هذا القلم كالحديد إذا أحمي عليه: ليست يد لمسته من أيدي المعاني إلا وضع فيها سمة النار؛ ثم جاء الكتاب، وما أكاد أصدق أن الزمن مر به، وتم قبل أن يتم القمر دورة شهر واحد،

4

فنبهني ذلك إلى أن أستوفي الكلام في الحب استمدادا من أرواح أخرى، فوضعت هذا السحاب الأحمر.

5

وقد استوحيته من أرواح فيها الحبيب والبغيض والصديق والمظلوم والظالم لنفسه، ومن عقله قلبه، ومن حبه منفعته؛ وفيها أضعف ما عرفت من العقول وأقواها؛ فمن هذه السماء توكفت هذا السحاب؛

6

وإني لأشهد أني في بعض فصوله كنت أحامي عن الحب أن ينتقص؛

7

فأدير الكلام على ذلك فيلتوي، ثم أراه لا ينقاد، ولا يتابع إلا على خلاف ما أريد؛ فإذا أخذت في المذهب الذي يعن لي اتفاقا وعرضا،

8

Bilinmeyen sayfa