فتح باب التبتال في غيبة الرجال، وأظهر الوجد والبكاء الكاذب، وذلك من أعظم المصائب، وإذا دعاه أحد من الأنام لشيء من الطعام، يقول أنا صائم، فلا يلومني في ذلك لائم، ويظهر أه صائم الدهر، والله مطلع عليه في السر والجهر، وربما غر بعض الناس، بتلبيس الخناس، يأكل الدنيا بالدين ويتواضع للمتكبرين، ويزدري الفقراء والمساكين، ويتلفظ بكلام شيطان، في هيئة إنسان، له أفعال قبيحة، وتخالها مليحة، من الغوامض فليس هو بواعظ.
صاحب الذوق السليم من الشعراء
لسانه فصيح، وتخيله مليح، وهجوه قبيح، التغزل والاقتباس والحماسة والجناس، والطباق والاكتفاء، والتشابيه بمعرفة، ينظك الموشح والزجل، وكان مثل العسل والذوبيت والمواليا، والتهاني والمرثيا، نظمه سريع، عارف بصناعة البديع، من أهل الهمم،
1 / 51