المشورة، وأن خدم الوزير، كان له مشير، وإن خدم الملوك، سلك معهم أحسن سلوك، إن ركب المساحة، وجد الفلاح به راحة وعمر البلاد، وطمن العباد، وإن باشر الجهات، كان في غاية السعادات، حبيب الصباح، خصائله ملاح، يحب الوجوه الصباح، يترك عشرة الوقاح، ويتفقد البطالين والأرامل. ولا يحتاج لستوفٍ ولا لعامل، سيد الرفاق، سبحان الملك الخلاق، شمعته موكبية، ورتبته علية، وعيشته هنية، ومجامعه سكرية.
وضد ذلك المسلوب الذوق من الكتّاب
قليل الحساب، كثير المواقعة، لا ينفع بنافعة، له ألف واقعة، أقلامه مكسرة ودواته معصرة، قليل القسم، ينهب حوائج المراء ويسعى بها عند أقل الأمراء، ويصير عنده مضحكة ومسخرة، حتى ابنه ولد خرا، يكتب وحش وبيته عفش، وكبره وسخ ووجهه غبش، وبالفشار ينتفخ، ويقول قال لي السلطان، قلت للسلطان، إن باشر
1 / 47