إبطال العمل، بل يعرفهم طريق الإسلام، ويرغبهم في الجنة بصفاتها، ويحذرهم من النار وآفاتها، يردع المتكبرين، ويبشر الفقراء والمساكين بأن الجنة لهم فضلًا منه ومنة، يعرف لكل شيء خطبة، وذلك لمعرفته بطريق الرتبة، ويبالغ في نعت الصحابة أجمعين، والخلفاء الراشدين، يبتدي بأبي بكر وخصائله الملاح، ويختم بأبي عبيدة ابن الجراح، خطبته لها رونق وسمعة، وتؤثر في القلوب، موعظته من الجمعة إلى الجمعة، إنسان مليح، لسانه فصيح، لا يحتاج في إنشاء الخطبة إلى مساعدة، كأنه قس ابن ساعدة، يبتدي بالحمد لله، ويختم بالصلاة، والسلام على رسول الله، ﷺ، وشرف وكرمن له في الدين تمكين، هذا خطيب المسلمين.
ضد ذلك المسلوب الذوق من الخطباء
لا يراعي القوافي، وحسه من فوق المنبر خافي، لا يعرف الناس من العجلة ما يقول، كأنه بهلول، يتلف التصنيف، ويروي الحديث الطعيف، كأنه من فقهاء الريف، يجعل الخطبة باجمعها وعيد، ويذكر العذاب الشديد، لا يعرف تأليف الخطبة، وليس له رتبة،
1 / 44