الجاه، رجل وجاه، قد أفلح من هجاه، لا يكشف كربة، عامله كبة، هيولى مطلقة، سالبه كلية، فهو من البلية، لا يستشير لأحد بشأن، كثير الشقشقى ملسان يعرض عن الحق عيان، فهو أحد القاضيين، قد حرم الجنان، يقبل شهادة الزور، لا ينظر في عواقب الأمور، كأنه لا يؤمن بالبعث والنشور، ولا يرى في التنقل من القصور إلى القبو، فهو رجل مغرور أو مسحور، فلا يفيق من الغفلة، كأنه أخذ زمانًا من المهلة، فهو أضعف من نملة، فقد قيل في هذا المعنى:
فلا تُؤذِ نملًا إن أرَدتَ كمالكا ... فإنَّ لها نفسًا تَطيبُ كما لَكا
ليس هو أهل الوظيفة، ولا يتأمل ما قال أبو حنيفة، الذي دون الفقه ﵁ فالله تعالى راض عنه، ولا رضي يقبل القضاء بعدما جرى له من الأمور ما جرى، فهو في الآخرة مسرور، ممتع في القصور بالحور، وقد رضي عنه الرحمن وأسكنه فسيح الجنان، فرحم الله من اتبع النعمان وأعرض عن القضاء في هذا الزمان.
صاحب الذوق السليم من الموقعين
لكاتب السر معين، على أسرار الملوك أمين، قد قرا ودرا، وفهم مكاتبات الملوك والأمراء، والمباشرين والوزراء، ومكاتبات النياب،
1 / 41