Sıddıka Bint Sıddık

Abbas Mahmud El-Akkad d. 1383 AH
50

Sıddıka Bint Sıddık

الصديقة بنت الصديق

Türler

Muir ، حيث قال بعد الإشارة إليه: «إن سيرة عائشة قبل الحادث وبعده، لتوجب علينا أن نعتقد براءتها من التهمة.»

ومنهم من نقل الحكاية وخلطها بالمعجزات، التي لا يصدقها غير المسلم، كما فعل واشنطون إرفنج في سيرة النبي عليه السلام، فلم يقطع بنفي صريح، وترك الباب مفتوحا للأقاويل.

ومنهم من جاوز الحقيقة في وصف ما جاءت به الروايات، فزعم أن السيدة عائشة ابتعدت عن النبي يوما كاملا، قضته في صحبة صفوان، خلافا لما جاء في كل قصة نقلت إلينا عن حديث الإفك، ونعني به ردويل

Rodwell

صاحب ترجمة القرآن، حيث عرض لهذا الحديث في حاشية من حواشيه على سورة النور.

وهؤلاء مع هذا هم أشد المستشرقين تقية وحذرا في تعرضهم لهذا الحديث.

لكن المبشرين المحترفين لم يتقوا هذه التقية ولم يحذروا هذا الحذر، بل جزموا بصحة الحديث وقال بعضهم إن محمدا استنزل الآيات في سورة النور ليحمي سمعة زوجته، ويدين الوشاة بالعقاب الذي ورد في تلك السورة. وجهلهم بالقرآن هو الذي أوقعهم في تلك الفرية الوضيعة، التي يخبطون فيها على غير علم بمصادرها ومواردها، فإن سورة النساء - وهي سابقة لسورة النور - قد نصت على الأربعة الشهود في إثبات الزنا:

واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا .

وآخرون من أولئك المبشرين المحترفين رجعوا إلى تاريخ الغزوة التي جرى بعدها حديث الإفك ليقولوا إن الليلة كانت غير قمراء، وإن البحث عن العقد الضائع فيها عسير، مع أن الاختلاف على سنة الغزوة - فضلا عن شهرها وليلتها - كثير، يتراوح بين السنة الرابعة والسنة السادسة وما بعدها، فجاءوا هم وأخذوا بالقول الذي يعجبهم ويعينهم على فريتهم، وهم حتى في هذا مغرضون متعسفون؛ لأن ابتداء المسير إلى الغزوة في الثاني من شعبان لا يمنع أن الجيش قضى أياما في ذهابه وإيابه، وعاد والليلة قمراء في صحو البلاد العربية. ولو كان في الأمر محل اعتراض من هذه الناحية، لما فات الذين حضروا الغزوة وشهدوا النور والظلام في تلك الليلة، وهم قصاص الأثر وأصحاب القمر في الحل والسفر، وفيهم من يحرص على التشهير كحرص هؤلاء المبشرين.

ومن الإسفاف أن نتتبع هؤلاء الوشاة في كل ما خبطوا فيه من إثم وكل ما رجموا به من ظن، كأن أخلاق الناس وحقائق التاريخ رهن بما يتمحلونه ووقف على ما يختلقونه. وما كانت وشاياتهم تلك بحثا يستند إلى رأي، أو ظنا يعتمد على قرينة، ولكنها كانت كذبا لا يليق بالمؤرخ، وسوء نية لا يليق بالإنسان، وخسة في حق امرأة شريفة لا تليق بالرجل الكريم.

Bilinmeyen sayfa