إذا تحقق مرامي فعهدي إليك أنني لا أرضى بالبقاء بعدك هنيهة. وداعا. اخرج واحرص أن لا يراك أحد.
الفيرة :
سيدتي، مهما يحق بنا من الكوارث ...
شيمان :
لا تزعجيني بعد، دعيني أتنفس الصعداء، إنما تعلتي السكون، وحاجتي الليل أبكي تحت أستاره.
المشهد الخامس
دن دياج
دن دياج :
لن يتسنى لنا أن نذوق غبطة غير مشوبة، ولا تتحقق أمانينا إلا وتخالطها الكآبة، فكلما واتتنا حوادث الدهر تخللها من الهموم ما يكدر علينا صفو مسراتنا.
قد تمت لي الهناءة وريب الزمان ينغصها علي. أسبح في بحر من الابتهاج وأرتعد من الخوف. رأيت العدو الذي أهانني قتيلا، وليس بوسعي أن أرى اليد التي ثأرت لي منه، أبحث عن ولدي معملا فكري في طلبه ولا أجده، ومع كوني متداعيا على حقوي أنشده في كل مظنة بالمدينة، أذيب ما أبقت لي الأيام من الهمة الواهية في ابتغاء نظرة أنظرها إلى هذا الظافر، في كل ساعة وفي كل مكان تحت هذا الظلام الدامس أتخيل أنني أعانقه، فما أعانق إلا طيفا، فيخيب أملي هذا التصور الخادع، وتخلق في أوهام تضاعف وجلي، ولا أقف على أثر لفراره، أخاف عليه من أصدقاء الكنت وأتباعه فهم غير قليل وكثرتهم تبلبل ذهني. لذريق إما قتيل وإما سجين يا لله ... مخدوع بصري بما يلوح لي، أو هو سليلي ووحيدي وأملي أراه مقبلا. لا ريب أنه هو.
Bilinmeyen sayfa