Taassup Şehitleri
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Türler
قال مونمورانسي: أنت أيها الأمير؟
أجاب: نعم أنا، ولم يتجرأ أحد حتى الآن على التكلم أمامي عن هذه الوشاية الدنيئة، ولكنني مطلع على ما يجري في البلاط، ومن يدري ما يكون لو لم أقدم إلى هنا للدفاع عن نفسي؟ كان يمكن أن يسفك الليلة دم أمير ينتمي إلى سن لويس! على أنني أيها السادة أجهل، وأود أن أجهل، مصدر هذه التهم، ولكن إذا تجرأ أحد على إعادتها فأنا أسأل جلالة الملك أن يتكرم علي فيأذن لي بقتله في مبارزة. هذا سيفي وهذا قفازي أطرحهما أمام النمامين!
وكان لهذه الكلمات وقع خطير على السامعين، فتناولت الملكة الوالدة مسبحتها، وبادرت إلى عد خرزاتها، واصفر وجه الملك اصفرارا شديدا، وظهرت عليه بقع صفراء هي آثار مرض اتصل إليه من مولده، وأما مونمورانسي فلم يكد يتمكن من إخفاء سروره؛ لأنه كان ألد عدو لآل دي جيز، وأما الدوق وأخوه الكردينال فلم يعرفا ما يفعلان. فقد استرد أمير كوندة في ساعة ما كانا يظنان أنه أضاعه، ورأى الدوق دي جيز أنه يستحيل الاعتراض، فعول على اتخاذ خطة المسالمة ريثما يتمكن من سوق الأمور إلى الجهة التي يرومها، فنهض وقال: إن هذه التهم ولا شك دنيئة فظيعة، وأحسبها تحط من قدري كما تحط من قدر ابن عمي الأمير، ولئن وجب قتال لأجلها، فلا يكون من شهداء لويس دي بوربون أحد قبلي؛ لأنني أعد هذا الدفاع شرفا لسيفي.
ودنا الدوق دي جيز من أمير كوندة، فلم يسع هذا إلا الاعتراف بدهاء ابن عمه، فقال له: أقر لك بأن كلامك لا يدهشني، وهو ما ينتظر سماعه من بطل مثلك، فأنا أشكر لك هذه المؤازرة.
قال: ألم يكن ذلك من واجباتي؟
فاستطار الفرح كاترين، وقالت: بل ذلك من واجبات كل خادم للملك.
وهكذا حصل أمير كوندة على ما أراد، فخرج من قاعة المجلس رافع الرأس تيها، فوجد عند الباب خادمه الأمين جاليو يحدث برداليان ويقول له: نعم، إني لم أتقلد سيفا من زمن إلا قريب، ولم يعلمني أستاذي إلا المصارعة، فإن بقيت مصرا على منازلتي، فإننا سنضطر إلى ترك سلاحنا جانبا، والمصارعة حتى يفوز أقوانا جسما.
أجاب: إذن إنا ننتظر حتى تتعلم استعمال السلاح؛ لأن المصارعة ليست من شأني. - هذا هو الرأي الصواب أيها البارون. أفتأذن لي بمفارقتك؟ - بل أنا أصحبك؛ لأن حياتك عزيزة لدي.
وهنا قال أمير كوندة: لا حاجة لي بهذه الخدمة منك يا مسيو دي برداليان، وأشكرك على مصاحبتك إياي.
فأشار الدوق دق جيز إلى برداليان يأمره باللحاق به، وابتعد الأمير مع جاليو، فقال برداليان للدوق: لا يهنأ لي عيش حتى أقطع أذني ذلك الفتى المغفل. - ألم تفتح معه باب الخصام؟ - ذلك مستحيل، فهو لا يسمع إلا ما يعجبه سماعه، وإذا سمع كلمة مؤلمة أخذ يدندن . - لعله جبان؟ - كلا، ولكن لا بد له من سبب يحمله على اجتناب المشاجرة في هذا الوقت، ولعل لديه أمرا من مولاه الأمير! - عليك بمراقبة المولى والشاب فقد أخطأنا مرماهما اليوم، ولكننا سنصيبهما في وقت غير بعيد.
Bilinmeyen sayfa