Taassup Şehitleri
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Türler
ودخل الرجلان وصعدا إلى المنزل المعد للارنودي، وخلع الأمير رداءه وارتمى على مقعده وهو يقول: ألا تعسا لأمير مثلي، دمه من دم الملوك، ولكنه يضطر إلى الاختباء كأنه مجرم. قاتلك الله يا مسيو دي جيز فإنك تضطرني كل يوم إلى ما لا يجمل بي.
فقال لارنودي: لا يمضي زمن قصير حتى يغدو المسيو دي جيز أسيرا عند مولاي أمير كوندة. ثم خفض صوته وقال: إلا إذا مات دي جيز قبل ذلك: وكان لويس دي بوربون أمير كوندة يومئذ في الثلاثين من عمره، ومن يراه لأول مرة ويتأمل قصر قامته، ودمامة خلقته لا يحسب أنه بطل الحروب التي شهرها هنري الثاني، والزعيم الحقيقي لأتباع مذهب كلفين، والنبيل الظريف المحبوب من سيدات البلاط، والرجل الذي يهاب لحدة فهمه كما يهاب لمضاء سيفه، بل الرجل الذي كان أعداء الدوق دي جيز يعدونه خلفا لذلك الدوق. إلا أن أمارات العظمة والكبر كانت بادية على وجه الأمير، وهو برغم انحناء كتفيه أول فارس في الأقطار الفرنساوية إذا ركب فرسا.
وقال للارنودي: أما الآن وقد صرنا إلى هذه الخلوة، أفلا تحدثني بما جرى لك في سفرك؟
أجاب: لقد وصلت يا مولاي إلى مدينة نانت منذ أيام، وفي وسعي أن أقول لك: إن كل شيء قد تهيأ وتدبر. - هل وصل نواب الولايات؟ - نعم كلهم. - ما عدد جنودنا؟ - ثمانية آلاف أو عشرة آلاف، وحدث ولا حرج عن حماسة زعمائهم وكرههم للدوق دي جيز. - مما لا ريب فيه أن ذلك الدوق المختال لا يعرف للوقاحة حدا، ويكاد يوهم الناس أن منزلة قومه أشرف من منزلة الملوك نسبا. ألا مهلا يا ابن عمي، فقد يمكن أن تمتد إلى السلطة أيدي النساء والأولاد، ولكن لا يزال يوجد في أسرة سن لويس رجال، وأنت يا لارنودي فاعلم أنني لا أحب الشدة والعنف. - نحن آتون لنقدم ملتمسا إلى الملك. - في أي يوم؟ - في يوم 10 مارس (آذار) أو ما يقاربه، ولكن هل يبقى البلاط في مدينة بلوا؟ - الأمر يسير على ما أرى. فإنكم تصلون ليلا، ولا يشرق الصباح بنوره حتى تقبضوا على ابن عمي دي جيز، فتحسنون معاملته كما يليق، وإذ ذاك أتولى قيادتكم، ثم نرى في إرشاد الملك إلى الصواب. أما كاترين والدة الملك فسوف تكون معي. نعم، إن الملك لا يحبني، إلا أنه يحب زوجته، فلا يعصاني طويلا، ثم إن أخي أنطوان لا عزيمة له، فسوف أبقي على أمين الختم وأبعد سن «أندري»، ولكن ما رأيك يا لارنودي، هل تظن أن أشراف البلاط يخفضون رءوسهم أمام رجل أحدب (يعني نفسه)؟
فأجاب لارنودي: يعلم أشراف البلاط يا مولاي أنك سيد نبيل كريم باسل مخلص للملك.
قال: أنت تحب الإطراء يا لارنودي، فإنه لا يكفي لإخضاع بلاط فرنسا أن يكون المرء كريما باسلا، وقس عليه بلاط الوالدة فلورنتين. وثق أن لحسن صورة ابن عمي تأثيرا في القوم، يفوق تأثير بسالته وكرمه، وكاترين لم تحبه؛ لأنه جندي باسل، بل أحبته؛ لأنه ظريف الهيئة حسن الرواء. والنساء يا لارنودي في بلاط كاترين أعظم سلطة من الملك نفسه.
وأجاب لارنودي: نعم، ولكن سلطتهن مقصورة على من يستسلمون إليهن، فلم يجب أمير كوندة.
فقال لارنودي بعد سكوت قصير المدة: أي شأن في الجيش يكون لبلترو؟
قال: أتعني دي ميرة؟
أجاب: نعم، فهو الذي أرسلته إلي إلى نانت ليخبرني بأنك ستكون في باريس في هذه الأيام.
Bilinmeyen sayfa