Taassup Şehitleri
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Türler
فأجابه: أنا أستقبلهما.
فأدرك نيكول ألا فائدة من الجدال، وقصد إلى البرية وهو يلعن سوء خلق الرجل الغريب، فقد طرده وقتما كان يأمل أن يسمع أشياء مهمة، وهو يحب سماع مثل تلك الأشياء حبا جما، ولا يعد استطلاعه فضولا، بل رغبة في الوقوف على أحوال بلاده، وهو أوضع منزلة من أن يعد نفسه من أهل السياسة والمؤامرات والتحزب على الحكومة والأحكام، إلا أنه يحب المتحزبين والمتآمرين كما يميل آخرون إلى الموسيقى. وطالما دارت المفاوضات السرية في فندقه وشهدها أو سمعها بفضل شقوق الأبواب وحدة أذنيه.
كانت المنافسة والمقاتلة دائرة رحاها في ذلك الزمن بين طائفتين هما الكاثوليك والبروتستانت، ونيكول لم يكن ينتمي إلى طائفة منهما إلا حسبما تقضي أحوال الجمعيات، وبين كبار الناس، ومن كان مثله فهو لا يلام على تذبذبه، وفيما كان يبتعد عن الفندق سمع أحد الرجلين يقول للرجل الذي جاء أولا: أنحن هنا في موضع آمن؟
فأجابه: نعم؛ لأن صاحب الفندق مغفل يخشي المشنقة إذا أخبر بوجودنا هنا، فلا خوف من هذا القبيل. أما العسس فلا يتجرءون على الخروج من مدينة نانت. وإذا أفلح أصدقاؤنا في الخروج منها دون أن يبصرهم أحد أمكننا التفاوض ونحن مطمئنون.
وقال أحدهم: إني أرجو ذلك يا مولاي، ولكن ...
قال: تكلم! أي شيء تخافه يا «لافين»؟
قال: أخشى أن يكون بين الحضور أحد الخائنين.
قال: ما هذا الكلام؟!
أجاب: لسوء الحظ أننا لسنا جميعا بروتستانتيين؛ لأن بعض المعاهدين كاثوليكيون، وهم لم يدخلوا المؤامرات إلا لشدة كرههم للدوق دي جيز.
قال: إن كرههم للدوق دي جيز خير ضامن لأمانتهم ووفائهم لنا.
Bilinmeyen sayfa