Taassup Şehitleri
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Türler
فأجابته كاترين بكآبة: اعلم أيها الأمير أنني لست الآن بملكة فرنسا، ولقد أصبت، فإن والد زوجي فرنسوا الأول لم يكن ليأتي مثل هذا العمل، وأقسم لك بذلك الملك الذي كان يحبني كأنني ابنته، على أن دعائي لك يصحبك في سجنك.
فدنا الملك من والدته، وصاح يقول: أهذه هي واجبات الوالدة؟ أنت تهينينني أمام ألد أعدائي! إن هذا لا يليق بك أيتها السيدة.
فحيا أمير كوندة كاترين بإجلال وإكرام، والتفت إلى قائد الحراس، وقال: إني مستعد للحاق بك، وإليك سيفي، فهيا بنا!
ولبث أنطوان دي بوربون ملك النافار صامتا، وخرج مع أخيه، لكنهم منعوه من مصاحبته، وكان الكردينال دي بوربون، وهو شقيق أمير كوندة أيضا، ينتظر نتيجة المقابلة عند الباب، فقال له الأمير: لقد كان كلامك الحامل على الطمأنينة سببا في إهلاك أخيك.
وأحس جاليو بالدموع تسيل على خديه عندما مر به، فرآه الأمير ومد إليه يده، وقال: أودعك يا عزيزي جاليو، فإنك لم تقل إلا الحقيقة.
فأجابه: وا أسفاه يا مولاي! - خذ فرسي فلست بحاجة إليه بعد اليوم، وأودعك! ورآه جاليو من بعيد يدخل مع قائد الحراس ذلك السجن المشئوم الذي وقف به منذ أيام.
ودخل الدوق دي جيز وأخوه حجرة الملكة الوالدة، فأبصر الملك في أسوأ حال؛ لأنه أصيب بنوبة عصبية شديدة بعدما عمل بمشورتهما، وألقى القبض على ابن عمه، وأغمي عليه. فمددته كاترين على سريرها وكشفت الملابس عن صدره، وجعلت تدلك صدغيه بالماء البارد، فأفاق فرنسوا شيئا فشيئا إلا أن وجهه ظل ملطخا ببقع صفراء. فلما عاوده رشده، قال لكاترين: أين الملكة؟
أجابت: إني أمامك يا بني. - إني أروم أن أرى زوجتي الملكة دون سواها. فأنت لا تحبينني، بل أنت من أعدائي. فابعث يا عماه من يدعو الملكة!
ولما وافت ماري ستوارت دهشت من ذلك الانقلاب الذي تولى زوجها، ومن اكفهرار وجهه، فتأملها الملك بانعطاف، وقال لها: هل تحبينني؟
أجابت: ما هذا السؤال أيها الملك؟
Bilinmeyen sayfa