Bilim ve Gurbet Şehitlerinin Anısı
ذكرى شهداء العلم والغربة
Türler
فمنك تشام بروق العطايا
ومنك يؤمل حسن المآل
ذكرنا ترجمة المرحوم محمد إبراهيم زويل. وهنا نثبت كلمة لحضرة إبراهيم أفندي حقي صديقه وزميله في الدراسة، جاء فيها على حياته الدراسية ببيان أوفى مما ذكرناه فأثبتناها لما فيها من الفائدة لطلاب العلم والدرس العالي في النشاط والإقدام، لأن التحاق المرحوم زويل بالمدارس يعد خارقا للنظام المدرسي الآن، لأنه ابتدأ بتاريخ حياته الدراسية وهو ابن أربع عشرة سنة، وسيرى القارئ الكريم ذلك مفصلا في هذه الكلمة.
قال صديقه حقي
لعلي أحق أصدقاء المرحوم زويل بترجمته، إذ كنت ألصق الأصدقاء به وأكثرهم صحبة له، وربما كنت أعزهم عنده وأقربهم إليه.
وحياة زويل في ذاتها وإن كانت حياة قصيرة عادية ملئت بظروف قد تعرض لكثير من الشبان، إلا أنها مع ذلك لا تخلو من كثير من الأمور التي تسترعي نظر الباحث المدقق، والتي إن كان القدر هيأ له العظمة لجعلها المترجم له من أول أسباب عظمته ونبوغه.
ولكن لا مندوحة لنا عن ذكرها هنا لا على أنها من علامات النبوغ أو أمارات العظمة، ولكن على أنها أمور عادية بسيطة ميزت حياته بشكل خاص، وكان لها على نفسه بعض الأثر.
فزويل مثلا كان من أولاد التجار، ولكنه لم ينشأ نشأتهم ولم يقم في محل تجارة أبيه كما أراده على ذلك، بل كان يحث أباه على إرساله للمدرسة للتعلم إذ وجدت في نفسه رغبة شديدة إلى العلم، وكان يرى «أولاد المدرسة» بكتبهم كل يوم فكان يغار منهم، وتشدد في طلب إرساله إلى المدرسة حتى يمكنه أن يقرأ كإخوانه الصبيان.
وكان له ما أراد، وأرسله والده إلى المدرسة الابتدائية بدمنهور وهو في الرابعة عشرة من عمره وهي سن يتخرج الطلبة فيها من المدارس الابتدائية، فلم يكن كبر سنه على أقرانه في الفرقة من دواعي كراهته للمدرسة، بل كان باعثا في نفسه روح الجد والدرس حتى يفوز عليهم.
ولم يمكث بالمدرسة إلا قليلا حتى توفي أبوه إلى رحمة الله. ووفاة الآباء يعقبها في كثير من الأحيان تلف في الولد وفساد في تربيته لشعور الطفل بأنه أصبح مطلق العنان، فكان في استطاعة زويل أن يهرب من المدرسة ولا يقيم في محل أبيه وأن تسوء أخلاقه ولكن شيئا من ذلك لم يكن، بل استمر في مدرسته بجد مضاعف.
Bilinmeyen sayfa