Bilim ve Gurbet Şehitlerinin Anısı
ذكرى شهداء العلم والغربة
Türler
ودخل أخوه مكتبه بعد سفره فوجد ورقة مخطوطا فيها هذه الكلمات:
الوداع يا إخوتي! الوداع أيتها الحياة! الوداع يا مصر، يا أيتها البلاد العزيزة! ففيك نشأت، وعلى أديمك درجت، ومن خيراتك اغتذيت، ومن نيلك العذب استقيت، وبسمائك استظللت، ومن هوائك استنشقت، فواجبي إذن أن أضحي بحياتي في سبيل حياتك ووجودي في سبيل وجودك، ولا حياة إلا بحريتك يا مصر.
وبعد ذلك ورد خطاب على عائلته منه يبشرها بسلامة وصوله إلى تريستا ... ثم مضت فترة قصيرة بعد ذلك وخفق فؤاد مصر كلها لذلك الخبر المشئوم خبر الفاجعة الأليمة، وصمت صوت ذلك الشباب وطارت نفوسهم شعاعا! فرحم الله تلك الآمال التي كانت تملك تلك القلوب الطاهرة!
وانتدبت لجنة الوفد المركزية حضرة صاحب العزة محمود بك عبد النبي لتعزية أسرة الفقيد ب «نوسا الغيط» مركز أجا دقهلية، وبلغهم تعزية سعادة رئيس وأعضاء اللجنة المركزية للوفد المصري فكانت بلسما شافيا لجرحهم البليغ، وشكروا له حسن سعيه ورفعوا لعزته آيات الشكر لتبليغها إلى سعادة رئيس وأعضاء اللجنة المركزية لما أبدوه نحو الشهداء . أمد الله في حياتهم وكلل سعيهم بالنجاح! (7) ترجمة محمود عبد الرحمن سليم (7-1) مولده
المرحوم محمود عبد الرحمن سليم من مركز أجا دقهلية.
ولد شهيد العلم والذكاء المرحوم محمود عبد الرحمن سليم بقرية ميت بزو وكفر عثمان سليمان من أعمال مركز أجا دقهلية في 25 سبتمبر سنة 1896م، وهو نجل حضرة الوجيه عبد الرحمن أفندي عثمان سليم من أعيان مركز أجا. وقد نشأ في أحضان والديه فشب دمث الأخلاق طيب السريرة شغوفا بالفضيلة، وتلقى مبادئ الكتابة والقراءة بقريته، ثم رأى والده ميله للعلم فأرسله وهو في الثامنة من عمره إلى القاهرة للدراسة في مدارسها. (7-2) دراسته
التحق الفقيد الشاب عام 1905م بمدرسة الحسينية التابعة للأوقاف السلطانية بجوار المسجد الحسيني فلبث فيها سنة كاملة، ثم دخل مدرسة محمد علي الأميرية ومكث بها حتى حصل على الشهادة الابتدائية عام 1911م.
وفي تلك السنة انتظم في سلك طلبة المدرسة الخديوية فحصل على شهادة الكفاءة عام 1913م وعلى الشهادة الثانوية عام 1915م، وتاقت نفسه إلى دراسة العلوم الهندسية وكان شديد الشغف بها، وقد تجلى ميله إليها أثناء دراسته بالقسم الثانوي فنشط للالتحاق بمدرسة الهندسة ولكنه لم يستطع نيل بغيته من ذلك لإخفاقه في الكشف الطبي بمناسبة ضعف إحدى باصرتيه.
ولكن ذلك لم يحل بينه وبين متابعة الدراسة، فالتحق بمدرسة المعلمين السلطانية ومكث بها عامين صرف كل مجهوده أثناءهما في تحصيل العلوم الطبيعية تمهيدا لسفره إلى أوروبا لتتميم الدراسة بكلياتها، ولكن قيام الحرب العامة خلال ذلك وقطع سبيل السفر على قصاد أوروبا أوقفه عن الهجرة إليها في سبيل العلم.
وترك الفقيد مدرسة المعلمين وانصرف إلى دراسة اللغة الإفرنسية ليهيئ نفسه لدخول مدرسة الحقوق الفرنسوية، وقد تمكن في وقت قصير من تعلمها ومن الانتساب إلى تلك المدرسة.
Bilinmeyen sayfa