قال زيد بن علي: من أذن قبل الفجر فقد أحل ما حرم الله وحرم ما أحل الله، وما ذكرناه أنه لا يجوز الأذان لصلاة الفجر قبل دخول وقتها، هو قول القاسم والهادي والناصر، وهو قول سائر علمائنا عليهم السلام فإن احتج المخالف بخبر وهو ما روي عن عبدالله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:((إن بلالا سؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)) فالجواب أن هذا على وجه التذكير، وأن أذان بلال في هذا الوقت ليس لصلاة الفجر بدلالة.
(خبر) وهو ما روي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إن بلالا يؤذن ليوقظ نائمكم، ويرجع قائكم، ويسحر صائمكم، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)) على أنا لا نمنع الأذان قبل الفجر، ولكن لا يجوز أن يعتد به لأذان الفجر، يدل عليه قوله: كلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم متكوم، يزيده وضوحا قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تؤذن حتى يستبين لك الفجر هكذا ومد يديه عرضا)) واحتجوا بخبر وهو ما روي عن زياد بن الحارث الصدائي أنه قال لما كان أول أذان الصبح أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أؤذن فأذنت فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فجعل ينظر إلى ناحية المشرق فيقول: ((لا)) حتى إذا طلع الفجر نزل فبرز وقد تلاحق أصحابه فتوضأ، وأراد بلال أن يقيم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن أخا صدا قد أذن ومن أذن فهو يقيم)).
Sayfa 185