فالحواس المفردة والمحسوسات المفردة ما ذكرناه، وهاهنا حواس مشتركة ومحسوسات مشتركة، فلنتكلم أولا فى المحسوسات المشتركة، فنقول إن الحواس منا قد تحس معما تحس أشياء والأوضاع والأعداد والحركات والسكونات والأشكال والقرب والبعد والأوضاع والأعداد والحركات والسكونات والأشكال والقرب والبعد والمماسة وما هو غير ذلك مما يدخل فيه، وليس إنما تحس هذه بعرض، وذلك لأن المحسوس بالعرض هو الذى ليس محسوسا بالحقيقة لكنه مقارن لما يحس بالحقيقة مثل إبصارنا أبا عمرو وأخا خالد، فإن المحسوس هو الشكل واللون ولكن عرض أن ذلك مقارن لشىء مضاف فنقول إنا أحسسنا بالمضاف ولم نحسه البتة ولا فى أنفسنا خيال ولا رسم لأبى خالد من حيث هو أبو خالد يكون ذلك الرسم أو الخيال مستفادا من الحس بوجه من الوجوه، وأما الشكل والعدد وغير ذلك فإنه وإن كان لا يحس بانفراده فإن رسمه وخياله يلزم خيال ما يحس وما يدرك بأنه لون أو حرارة أو برودة مثلا حتى يمتنع ارتسام أمثال هذه فى الخيال دونها أيضا، وليس إذا كان الشىء متمثلا ومدركا لشىء فى شىء بتوسط شىء فهو غير متمثل فيه بالحقيقة، فإن كثيرا من الأمور التى هى بالحقيقة وليست بالعرض فإنها تكون بمتوسطات،
Sayfa 160