Nefs Üzerine

İbn Sina d. 428 AH
38

Nefs Üzerine

النفس من كتاب الشفاء

Türler

وأما الشم فإنه وإن كان الإنسان أبلغ حيلة فى التشمم من سائر الحيوانات فإنه يثير الروائح الكامنة بالدلك وهذا ليس لغيره ويتقصى فى تجسسها بالاستنشاق وهذا يشاركه فيه غيره - فإنه لا يقبل الروائح قبولا قويا حتى يحدث فى خياله منها مثل ثابتة كما يحصل للملموسات والمطعومات بل يكاد أن تكون رسوم الروائح فى نفسه رسوما ضعيفة، ولذلك لا يكون للروائح عنده أسماء إلا من جهتين، إحداهما من جهة الموافقة والمخالفة بأن يقال طيبة ومنتنة كما لو قيل للطعم إنه طيب وغير طيب من غير تصور فصل وتسمية، والجهة الأخرى أن يشتق لها من مشاكلتها للطعم إسم فيقال رائحة حلوة ورائحة حامضة كأن الروائح التى اعتيد مقارنتها لطعوم ما تنسب إليها وتعرف بها، ويشبه أن يكون حال إدراك الروائح من الناس كحال إدراك أشباح الأشياء وألوانها من الحيوانات الصلبة العين فإنها تكاد أن تكون إنما تدركها كالتخيل الغير المحقق وكما يدرك ضعيف البصر شبحا من بعيد، وأما كثير من الحيوانات الصلبة العين فإنها قوية جدا فى إدراك الروائح كالنمل، ويشبه أن لا يحتاج أمثالها إلى التشمم والتنشق بل يتأدى إليها الروائح فى الهواء،

Sayfa 77