Kitabü'ş-Şifa'dan İlahiyat

İbn Sina d. 428 AH
154

Kitabü'ş-Şifa'dan İlahiyat

الالاهيات من كتاب الشفاء

Türler

ويرجع آخر الأمر إلى غرض يتصل بذاته ويعود على ذاته ويرجع إلى ذاته، وحينئذ لا يكون وجود ذلك الغرض ولا وجوده بمنزلة واحدة بالقياس إلى ذاته وكمالات ذاته ومصالحها، بل يكون كونه عن ذاته كون الأغراض التي تختص بذاته فيعود إلى أن ذاته تنال بذلك كمالا وحظا خاصا. وكذلك فإن سؤال اللم لا يزال يتكرر إلى أن يبلغ المبلغ الراجع إلى الذات. مثاله إذا قيل للفاعل: لم فعلت كذا؟ فقال، لينال فلان غرضا؛ فيقال له: ولم طلبت أن ينال فلان غرضا؟ فقال: لأن الإحسان حسن، لم يقف السؤال؛ بل قيل: ولم تطلب ما هو حسن؟ فإذا أجيب حينئذ بخير يعود إليه أو شر ينتفي عنه، وقف السؤال، فإن حصول الخير لكل شيء وزوال الشر عنه هو المطلوب لذاته مطلقا. وأما الشفقة والرحمة والعطف على الغير والفرح بما يحسن إلى الغير، والغم بما يقع من التقصير وغير ذلك، فهي اغراض خاصة للفاعل، ودواع يذم عاملها أو تنحط به منزلة كماله. فالوجود إفادة الغنى في جميع الجهات عن الإفادة كمالا فيكون ذلك المعنى بالقياس إلى القابل خيرا، وبالقياس إلى الفاعل جودا، وكل إفادة كمال فإنه يكون بالقياس إلى القابل خيرا، سواء كان بعوض ولا يكون بالقياس إلى الفاعل جودا إلا أن يكون لا بعوض. فهكذا هو البيان لحقيقة الخير والجود. وقد تكلمنا عن العلل وأحوالها، وبقي أن نكمل فيها القول فنقول: إن هذه العلل الأربع وإن كان يظن يظن بها أنها تجتمع في كثير من الأمور الموجودة في العلوم، فإن الأمور التي تتحرك والتعليميات لا يظن أن فيها فاعلا أي مبدأ حركة، ولا أيضا يظن أن فيها غاية لأن الغاية يظن أنها للحركة، ولا أيضا لها مادة بل إنما يبحث عن صورها، فلذلك استخف بها من استخف، قائلا: إنها لا تدل على علة تمامية، فالنظر فيها لهذا العلم لا أن علما واحدا يتناولها، كما للمتقابلات فليست متقابلة، ولكن لأن علما واحدا بالوجه الذي به هذا العلم واحد يشرح أمرها. وذلك لأنا وإن سلمنا أن هذه العلل لا تجتمع في العلوم كلها حتى تكون من الأمور العامة الواقعة في موضوعات للعلوم مختلفة، فإنها أيضا قد توجد في علوم متفرقة مختلفة، ولو كانت أيضا في علم واحد لم يكن في منة صاحب ذلك العلم الواحد كالطبيعي مثلا الذي في صناعته هذه المبادئ كلها، أن يبينها؛ لأنها مبادئ للعلم الطبيعي ويتكلم فيما يعرض لها على اساس أنه ليس الأمر كذلك. فليس كل فاعل مبدأ حركة على ما قيل، فالأمور التعليمية في طبائعها إنما يجب وجودها بغيرها، وطبائعها لا تفارق المادة وإن جردت عن المادة في الوهم فقد يلزمها في الوهم من القسمة ومن التشكل ما يكون بسبب المادة، ويكاد أن تكون المقادير هيولات قريبة الأشكال المقدارية والوحدات أيضا للعدد، والعدد لخواص العدد،

Sayfa 153