Kitabü'ş-Şifa'dan İlahiyat

İbn Sina d. 428 AH
138

Kitabü'ş-Şifa'dan İlahiyat

الالاهيات من كتاب الشفاء

Türler

الأشياء المتفقة في النوع البريئة عن المادة أصلا يكون وجودها عينا واحدا، ولا يجوز أن يقال معنى الواحد منها على كثيرين. فغذا قد دللنا على هذه الأقسام التي حاصلها خمسة؛ فإنا نرود الحكم في قسم قسم منها فنقول: أما القسم من هذا الباب الذي لا مشاركة فيه في استعداد المادة لا القريبة ولا البعيدة، فليس يجب فيه أن يكون ما يحدثه الفاعل من الاثار القابلة للزيادة والنقصان مساويا لنفسه، لأنه يمكن أن يكون بما افترقا فيه من جوهر المادة افتراقا في الاستعداد لقبول الأمر فلم يقبلاه بالسوية، وليس أيضا يجب أن لا يتساويا فيه، بل قد يجوز أن يكون الحال في ذلك مثل الحال في اتباع سطح فلك الأثير لسطح فلك القمر في الحركة التي بالعرض، وذلك حيث يمكن أن لا يكون في هذا مانع من قبول التأثير مساويا لما يؤثره الفاعل وهو في مثل هذا الموضع إحداث مثل نفسه. وأما القسم من هذا الباب الذي هناك استعداد تام كيف كان، فالأمر ظاهر في أن المنفعل قد يجوز أن يتشبه بالفاعل تشبها تاما، وذلك مثل النار تحيل الماء نارا والملح يحيل العسل ملحا، وما أشبه ذلك. وقد يجوز أن يزيد فيه المنفعل على الفاعل في الظاهر غير المتحقق، مثل الماء الذي يجمده الهواء ولا يكون برد ذلك الهواء برد ذلك الجمد؛ إلا انك إذا تحققت لم يكن الفاعل وجده هو البرد الذي في الهواء، بل والقوة المبردة الصورية التي في جوهر الماء - الذي دللنا عليه في الطبيعيات - إذا عاونها ولم يعاوقها برد الهواء. وأما القسم من هذا الباب الذي يكون استعداد المنفعل فيه ناقصا، فليس يمكن البتة أن يتشبه فيه المنفعل بالفاعل التام القوة ويساويه، فإنه لا يمكن أن يكون الشيء الحاصل من قوة في الشيء لا مضاد لها والحاصل من قوة أخرى، وهناك مضاد ممانع، متساويين البتة، أو يبطل الممانع. ولهذا لا يمكن أن يكون شيء غير النار يتسخن من النار وتكون سخونته مثل سخونة تلك النار، أو شيء غير الماء يبرد عن الماء وتكون برودته أكثر من برودة ذلك الماء، لأن استعداد النار للتسخن والماء للتبرد حال غير مضاد في جوهره، والقوة الفاعلة داخلة في جوهره غير غريبة منه، فأما ما ينفعل منهما ففيه مانع عنه مضاد. والفاعل الأول للإنفعال خارج عن جوهره ويفعل فيه بمماسته وبتوسط أمر، كالسخونة المحسوسة في النار المسخنة، والبرودة المحسوسة في الماء المبرد، فليس يمكن أن يساويه. فإن قال قائل: إن النار قد تذيب الجواهر فتجعلها أسخن منها، لأنا ندخل أيدينا في النار ونمرها بعجلة فلا تحترق احتراقها في المسبوكات لو فعل بها ذلك بعينه، فيعلم من ذلك يقينا أن المسبوكات أسخن من

Sayfa 137