Kitabü'ş-Şifa'dan İlahiyat

İbn Sina d. 428 AH
137

Kitabü'ş-Şifa'dan İlahiyat

الالاهيات من كتاب الشفاء

Türler

الأمرين معلوم، فإن هذه النار ليست علة لتلك النار على أنها علة نوعية النار بل على أنها علة نار ما، فإذا اعتبر من جهة النوعية كانت هذه العلة للنوعية بالعرض، وكذلك الأب للابن لا من جهة ما هو أب وذلك ابن، وذاك من جهة وجود الإنسانية. وهذا القسم يتوهم على وجهين: أحدهما أن تكون العلة والمعلول مشتركين في استعداد المادة كالنار والنار. والآخر أن لا يكونا فيه مشتركين كضوء الشمس الذي في جوهره الفاعل للضوء ههنا أو في القمر، وإذ ليس استعداد المادتين فيهما متساويا ولا المادتان من نوع واحد، فبالحري أن لا يتساوى الشخصان في ذلك، أعني هذا الضوء الذي في الشمس وهذا الضوء الحادث عنه، فيكاد لذلك أن لا يكون الضوءان من نوع واحد عند من يشترط في تساوي نوعية الكيفيات أن لا يكون أحدهما أنقص والآخر أزيد، على ما علمت في موضعه من صفته، ويكونان نوعا واحدا عند من يرى المخالفة بالنقص والاشتداد مخالفة بالعوارض والتشخصات. وأما القسم الأول وهو أن يكون الأمران مشتركين في استعداد المادة، فهو أيضا على قسمين؛ لأن ذلك الاستعداد إما أن يكون استعدادا في المنفعل تاما، أو يكون استعدادا ناقصا. والاستعداد التام أن لا يكون في طباع الشيء معاوق ومضاد لما هو بالقوة فيه، كاستعداد الماء المسخن للتبريد لأن في نفسه قوة طبيعية - كما علمناه في الطبيعيات - تعاوق القوة الخارجة في التبريد أو لا تعاوقه؛ وأما الاستعداد الناقص فهو كاستعداد الماء للتسخن، لأن فيه قوة تعاوق التسخن الذي يحدث فيه من خارج، وتوجد مع التسخن باقية فيه ولا تبطل. والقسم الأول على أقسام ثلاثة: فإنه إما أن يكون في المستعد قوة معاونة، تبقى كما في الماء إذا برد عن سخونته. وإما أن يكون في المستعد قوة مضادة للأمر، إلا أنها تبطل مع وجود الأمر كما في الشعر إذا شاب عن سواد. وإما أن لا يكون في المستعد ولا واحد من الأمرين لا ضد ولا معين، ولكن عدم الأمر والاستعداد له فقط، مثل حال التفه في قبول الطعم، وعديم الرائحة في قبول الرائحة. فإن سئلنا عن استعداد الماء لأن يصير نارا أنه من أي الأقسام الخمسة هو، لم يشكل علينا أنه من قسم المشاركة في استعداد تام للمادة ولكن به في المادة ضده. ولقائل أن يقول: إنكم قد تركتم اعتبار قسم واحد، وهو أن لا يكون هناك مشاركة في المادة أصلا إذ لا يكون لها مادة؛ فالجواب عن هذا أن هناك لا يمكن أن يكون اتفاق في النوع البتة، فإنه قد استبان أن

Sayfa 136