Şifa-i Garam
شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام
Yayıncı
دار الكتب العلمية
Baskı
الأولى ١٤٢١هـ
Yayın Yılı
٢٠٠٠م
Türler
Tarih
ونختم هذه الترجمة بمسألة تتعلق بكسوة الكعبة، وهي أن العلماء اختلفوا في جواز بيع كسوة الكعبة، فنقل جواز ذلك عن عائشة، وابن عباس، وجماعة من الفقهاء الشافعية وغيرهم، ومنع من ذلك ابن القاضي وابن عبدان، من الشافعية.
وذكر الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي١ الشافعي في قواعده: أنه لا يتردد في جواز ذلك الآن، لأجل وقف الإمام ضيعة معينة على أن يصرف ريعها في كسوة الكعبة، والوقف بعد استقرار هذه العادة، والعلم بها، فينزل لفظ الواقف عليها. قال: وهذا ظاهر لا يعارضه المنقول المتقدم ... انتهى باختصار.
وكان أمراء مكة يأخذون من السدنة ستارة باب الكعبة في كل سنة، وجانبا كبيرا من كسوتها، أو ستة آلاف درهم كاملية عوضا عن ذلك، فسمح لهم بذلك الشريف عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي لما ولى إمرة مكة في آخر سنة ثمان وثمانين وسبعمائة٢، وجرى على ذلك الأمراء من بعده في الغالب، ثم إن السيد حسن بن عجلان بعد سنين من ولايته لمكة صار يأخذ منهم ستارة باب الكعبة وكسوة مقام إبراهم ويهدي لمن يرجوه من الملوك وغيرهم، والله الموفق.
١ راجع ترجمته في الدرر الكامنة ٢/ ٩٠- ٩٢ رقم ١٦٦٦.
٢ إتحاف الورى ٣/ ٣٥٧، العقد الثمين ٦/ ٤٤١.
ذكر طيب الكعبة وأخدامها:
روينا من تاريخ الأزرقي عن عائشة ﵂ قالت: طيبوا البيت، فإن ذلك من تطهيره.
وروينا فيه عنها ﵂ قالت: لأن أطيب الكعبة أحب إلي من أن أهدِي ذهبا وفضة.
وروينا فيه عن أبي نجيح قال: إن معاوية بن أبي سفيان ﵁ أجرى للكعبة وظيفة الطيب بكل صلاة، وكان يبعث لهما المجمر والخلوق في الموسم وفي رجب، وأخدمها عبيدا، ثم اتبعت ذلك الولاة بعده١.
وروينا في تاريخ الأزرقي أن عبد الله بن الزبير ﵄ كان يجمر الكعبة كل يوم برطل من مجمر، ويجمر الكعبة كل جمعة برطلين من مجمر٢.
١ أخبار مكة للأزرقي ١/ ٢٥٤.
٢ أخبار مكة للأزرقي ١/ ٢٥٧.
1 / 173