173

Sheikh Saad Al-Breik's Lessons

دروس الشيخ سعد البريك

Türler

المعركة بين الحق والباطل صريحة وطويلة
أيها الأحبة في الله: أيها الإخوة الغيورون! يا رجال الإسلام! ويا حماة العقيدة! آن لكم أن تعرفوا الحرب صريحة، آن لكم أن تعرفوا أن العداوة عداوة العقيدة، آن لكم أن تعرفوا أن أعداءكم والله لا يغبطونكم على سياراتكم، ولا يغبطونكم على قصوركم، ولا يغبطونكم على مفارشكم ومآكلكم ومطاعمكم وإنما ﴿وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً﴾ [النساء:٨٩] ﴿مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ [البقرة:١٠٥] ود الذين كفروا: ﴿هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ﴾ [آل عمران:١١٩].
أنتم أمام الأعداء، وأمام المنافقين، فإن مسئولية الوقوف ووحدة الصف واجتماع الشمل ووضع الأيدي مع العلماء وولاة الأمر وتثبيت الصف من واجبات كل مسلمٍ منكم، ولا تظنوا أن الغيرة على المجتمع وظيفة من لبس مشلحًا أو تخرج من كلية الشريعة، أو أصبح داعيةً، أو خطيبا، إنها مسئولية كل واحدٍ منكم، إنه مسئولية من كان ملتحيًا ومن كان حليقا، مسئولية من أسبل ومن قصر، مسئولية من كان سابقًا بالخيرات ومن كان ظالمًا لنفسه، ومن كان مقتصدا، إننا لا يمكن أن نجمع مع تقصيرنا في حق أنفسنا تقصيرًا في حق أمتنا، وفي حق ولاة أمرنا من علمائنا ومسئولينا، لا والله لا بد أن نكون على مستوى الصراحة، وأن نكون على مستوى القوة وأن نحذر من كل ما يدبر ومن كل ما يحاك لهذه الأمة.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم دمر أعداء الدين اللهم أبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم من أراد بنا سوءًا فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم إنا نسألك بأسمائك وصفاتك وباسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت، وإذا دعيت به أجبت، أن تحفظ علماء المسلمين وأن تحفظ ولاة أمر المسلمين.
اللهم اجمع شملنا، اللهم لا تفرق جمعنا، اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم اجمعنا وإياهم على ما يرضيك يا رب العالمين.
اللهم اجعلهم ممن قال فيهم نبيك: (خير أئمتكم الذين تدعون لهم ويدعون لكم) اللهم سخر لنا ولهم ملائكة السماء برحمتك، وجنود الأراضين بقدرتك.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تحمي أعراض المؤمنين، اللهم احفظ أعراض المؤمنين، واحمِ حوزة الدين، واهد شباب المسلمين، واستر على بنات المؤمنين، واستر زوجات المؤمنين يا رب العالمين، اللهم انصر المجاهدين في أفغانستان.
أيها الأحبة! عودٌ على بدء، إنما يدور وما يتفجر من البلونات الشفافة أمام المجتمع؛ لتشغل أنظاركم وأنظار الغيورين عن القضايا الخطيرة والقضايا الكبرى لأمرٌ مستهدف، وأريد بهذا أن أقول: إن معركة الحق طويلة مع الباطل وقديمة أيضًا، وليست مواقفنا مع الباطل ومع الأعداء ومع المنافقين في موقفٍ أو موقفين، بل لا نزال في مواقف مع الأعداء إلى أن نموت ونلقى الله جل وعلا.
فينبغي إذا عرضت لنا مشكلة أو ظهرت لنا ظاهرة ألا ننصرف بكليتنا وبجهدنا، وصغيرنا وكبيرنا، فننشغل بها عن غيرها من الأحداث والمخاطر.
إن الذين يتفننون في الجريمة، إذا أرادوا أن يسرقوا بنكًا فجروا سيارةً فانشغل الشارع بهذه السيارة المتفجرة واتجهت الأنظار إلى هذه السيارة المتفجرة ثم ذهب اللصوص وسرقوا البنك بأكمله، فلا نريد أن ننشغل -أيها الأحبة- بقضيةٍ جانبيةٍ، وإن كانت مهمة، لا نريد أن ننشغل بها انشغالًا كاملًا، فتأخذ جهدنا ووقتنا وتفكيرنا وننسى ما أمامنا من المعارك القادمة مع الباطل والمنافقين، أريد أن نكون على مستوى الوعي، نريد أن نكون على مستوى الفهم وأن نتعامل بطول النفس وطول الحبال، والمدى الطويل، والمعركة الطويلة إلى أن نلقى الله جل وعلا وما غيرنا وما بدلنا وما أشركنا، فلا يفوتنكم هذا الأمر يا شباب الإسلام، ويا رجال الإسلام لا ننشغل بكليتنا في أي قضية، وإن كانت مهمة فننشغل بها وحدها عن سائر ما يدبر ويخطط للأمة.
هل ما يراد بكم من قبل أعدائكم ومن قبل المنافقين هو حدثٌ واحد وسلمتم فيما بقي؟ هل تظنون أن الحياة مجرد هذه المشكلة وما بعدها كلها زهورٌ وأنهار ولن يكون فيها حدثٌ أو مشاكل؟ لا.
والليالي من الزمان حبالى مثقلاتٍ يلدن كل عجيب
طبعت على كدرٍ وأنت تريدها صفوًا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها متطلبٌ في الماء جذوة نار
لا نظن أن الحق والباطل يقومان في معركةٍ واحدة ثم ينتهي النصر للحق ولا يعود للباطل حركةٌ من جديد، لا، فلا نريد أن نشغل بمسألة وإن كانت مهمة فننشغل بها كلنا.
انظروا ماذا شغلت به الأمة، لقد شغلت عن المجاهدين، شغلت عن الجهاد في أفغانستان، وشغلت عن قضايا كبيرة وخطيرة، وشغلت عن البحث والاستمرار في معرفة الفكر البعثي، وأذناب البعث ومن ينتسبون إلى البعث، ومن يتسللون في الصفوف من البعثيين، قد شغلت الأمة بظاهرةٍ معينة عن خطرٍ كبير.
وهل الأعداء البعثيون وحدهم؟ لا.
الأعداء أصنافهم كثيرة، درجاتهم مختلفة، مراتبهم مختلفة، إذًا فلا ينبغي أن ننشغل بظاهرةٍ معينة، ولنجعله نظامًا كما تجري المعاملة في الدائرة الحكومية، ظهرت ظاهرة تقدم إلى العلماء وإلى ولاة الأمر، ويتخذ بشأنها ما يتخذ، ثم نستقبل أي جديدٍ أمامنا.

10 / 7