Sheikh Muhammad ibn Abd al-Wahhab in the Eyes of Eastern and Western Scholars

Mahmoud Mahdi Al-Istanbuli d. 1420 AH
121

Sheikh Muhammad ibn Abd al-Wahhab in the Eyes of Eastern and Western Scholars

الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب

Yayıncı

*

Baskı Numarası

١٤٠٠هـ

Yayın Yılı

١٩٨٠م

Türler

أجل إن المنصفين من القراء قد أصيبوا بدهشة من هذا التناقض، وخاصة أنهم تحققوا أن ما جاء به هذا الإمام العظيم لم يكن أمرًا جديدًا، إنما هو التوحيد الخالص الذي أنزله الله تعالى ودعا إليه الرسول محمد ﷺ العودة بالإسلام إلى نقاوته الأولى بعدما شوهت جماله الوثنية والبدع والخرافات. ولكن دهشتهم تزول، إذا علموا أن هؤلاء المبغضين للإمام قد أصيبوا بصراع وذهول من جراء ضياع امتيازاتهم التي كانوا يفرضونها على العامة والمغفلين بصفتهم سدنة أصحاب الرمم المقبورين الذين كانوا يروجون الإشاعات الكاذبة عن قدرتهم على الشفاء وقضاء الحاجات وإجابة الدعاء من دون الله. يضاف إلى ذلك مؤامرة المستعمرين ضد دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب خشية يقظة العمالقة المسلمين إذا تمسكوا بعقيدة التوحيد، وأضاءت بها نفوسهم فيعيدون سيرتهم الأولى يوم كانوا في عصر الإسلام الأول، فانطلقوا في آفاق الفتح والعلم حتى غدوا خير أمة أخرجت للناس. وقد بشر رسول الله ﷺ قومه بذلك إذا هم تمسكوا بالعقيدة الصحيحة فقال لهم لما عرضوا عليه الملك والرئاسة: "كلمة واحدة تعطونيها تدين لكم بها العرب، وتخضع لكم العجم، تقولون: لا إله إلا الله وتخلعون ما تعبدون من دونه" رواه الترمذي والحاكم وسنده جيّد. وهذا الحديث العظيم إن دل على أمر فإنما يدل على أن دعوة الإسلام ليست دعوة توحيد وجنة فحسب، إنما هي دعوة قوة ودولة وفتح ومجد ... وقد تحقق كل ما وعد به هذا الرسول ﷺ، فكانت هذه الفتوحات من المحيط إلى المحيط في أقل من قرن من الزمن، مما أدهش العلماء الغربيين حتى أطلقوا عليها اسم "المعجزة الإسلامية" لأنهم لم يستطيعوا أن يتصوروا

1 / 129