لم يدر ماذا يقول. ترامت من بعد صيحات
- رهن الإشارة.
فقال الرجل بوضوح: اغتسل، ارتد ملابس جميلة، اعثر على أجمل بنت في الحارة، ثم اذكرها لي!
ثقلت يداه وأوشكتا أن تتوقفا عن التدليك. ما سمعه لم يتوقعه قط. ظن المهمة مغامرة لا يطيقها إلا الأفذاذ. ما تصور أن تكون مهمة خاطبة، بل الخاطبة أشرف. لا يمكن أن تقتصر المهمة على ذلك. ما هي إلا مقدمة لاختبار الطاعة. الحذر الحذر من التردد، الطاعة أو الضياع. ما يعرف من قسوته مثلما يعرف من مكارمه. إنه ولا شك لم يقل كل شيء، فلينتظر. لكن وجهه لا يعد بمزيد! أخيرا تساءل: أهذه هي المهمة بلا زيادة؟
قال المعلم ببرود: لا أسمح بأي سؤال.
تركه يدلك ساقيه في صمت، ثم سحبهما قائلا: مع السلامة.
4
وهو يغادر الدار شعر بالندم، بل بالغضب. ربما ضرب يوما مثلا للحماقة والسخرية. الفتى الذي طمح إلى السيادة فعمل خاطبة، أو قوادا ذا قرنين، وسيكون نادرة أخرى إذا هرب. ولكنه وعده بالمكانة الثانية إذا نجح. وهو الوفاء إذا وعد. فكيف يشك في جدارة العمل؟! إنه لأحمق إذا تهاون مع سوء الظن. إنها محنة حقا ولكن وراءها ما وراءها، فليصمد وليصمد وليمحق الريب.
وسألته أمه ستهم الغجرية بلهفة: خبرني ما هي المهمة؟
أجل، إن المعلم لم يكلفه بالكتمان، ولكنه شعر بأن الأمان في الكتمان، والكرامة أيضا تلزمه به. فليذعه المعلم إن شاء أن يبلوه؛ لذلك قال: الأسف والمعذرة.
Bilinmeyen sayfa