فقال بمرارة: أعلم أنني بفضله أنعم بالحياة في هذا القصر على حين أن أبي الحقيقي لا يدري عني شيئا، كما أنني لا أدري عنه شيئا، وأعلم أيضا أنه كان من الممكن أن يعاملني كغريب، كابن زوجته من رجل آخر، ولكنه عاملني كابنه ...
فقاطعته بحماس: بل عاملك خيرا من ابنه، وأحبك أكثر منه، حتى قبل الجريمة! - أسلم بهذا، ولكنني أحب وداد أيضا، وهي بريئة من ناحية وحفيدته من ناحية أخرى.
وسدت راحتها منكبه وقالت: إني أطالبك بالحكمة، وأتمنى لك السعادة. - أنت لم تحبي محروس ولا زوجته، ولكن وداد فتاة ممتازة. - رأيك هو المهم، ولكن عليك أن تنتظر فترة ثم لك بعد ذلك أن تفضي بنواياك إلى عمك.
يبدو أن المهمة لن تكون سهلة، وأنه ربما اضطر إلى المقامرة بمنزلته عند الرجل. وهو لا يتعذر عليه النفاذ إلى أفكار أمه الخلفية، ولكنه قال متظاهرا بالبراءة: سوف أتحين فرصة مناسبة. - ورجائي ألا تثير غضبه.
فقال بضيق: إني حريص على رضاه، ولكني لن أفرط في وداد.
فقالت بصوت منخفض: تخيل ما يعدك به المستقبل!
لم يرتح لقولها. ورغم ثقته فيها تساءل عن الدور الذي لعبته في هذه القضية. شد ما تفزعه الوساوس. وقد كان دائما يؤاخذ هذا القصر على تقديسه للمال. إنه لا ينكر أهمية المال، ولكنه يكره أن ينصب هدفا أعلى للإنسان. لا حديث لأهل القصر سوى النقود والسلع. وقد دفعته تلك التقاليد إلى الالتحاق بكلية التجارة، كما دفعت وداد بعده. ومن أجل ذلك المعبود حرص الابن على قتل أبيه، وها هي أمه تتوثب لاستغلال الموقف الجديد لصالحه. قال برجاء: لا تحدثيني بما يثير اشمئزازي.
فقالت باسمة: لا أحد يحب الفقر.
هز منكبيه صامتا. أدرك بوضوح أن المتاعب الجديدة لن تعفي أحدا من آثارها.
3
Bilinmeyen sayfa