Şeytan Bantaur
شيطان بنتاءور: أو لبد لقمان وهدهد سليمان
Türler
وآخر مذكور بكل لسان
ونحن معشر الأبناء فيما نزعم، وذراري المصريين القدماء فيما نتوهم، أمة نيام، لا نعرف الملك إلا في الأحلام، كأنا ولاة العهود شابوا وآباؤهم قيام؛ يومنا يوم العاجزين، وغدنا غد اليائسين، وأمسنا لا للدنيا ولا للدين؛ معنى الحياة عندنا شيء باطل، وطرفاها نعيم زائل، وماهيتها أيام قلائل، لا ندخر صالحات ولا باقيات، ولا نرجو علوا في حياة ولا ممات، يترك أحدنا لولده من وجده، ولا يترك لهم من مجده!
قال الهدهد: وما لبثت الشمس أن غربت عن بلاد وطلعت على بلاد، فآفاق في مهرجان وأخر في حداد، فحدثت نفسي بالانثناء، فرارا من وحشة الظلماء ، لكني ما هممت حتى شعرت بانتفاض طائر من الجوارح، وسمعت هاتفا يقول: يا منادي الحجر، ومناجي الأثر، أخطأتك مصدوقة الخبر، وغابت عنك أمهات العبر، هلا قلت في شكوى الحال ونجوى هذه الأطلال:
يا أيها الهرم المنحوت من زحل
صب النحوس علينا أنت والزمن
هوى حواليك ملك لا قيام له
وغيبت في ثراك الأربع المدن!
وأمسك الهاتف عن الكلام، فالتفت مذعورا لعلي أرى على المكان شبح إنسان، أو خيال شيطان، فلم أر غير نسر، مستجمع في وكر، نسج عليه الدهر، وهو يرنو بصفراوين كالتبر، في كلتيهما إنسان كنقطة من حبر، فدنوت منه وتأملت فيه، وإذا هو قد وهن منه العظم، وتناثر الريش من الكبر، وشد منسره إلى ساقيه بأسباب من الهرم، وأكل على جؤجئه الزمن وشرب القدم؛ فقلت: لعله نوح النسور، أو بعض ما حمل نوح معه من الطيور، وابتدرت خطابه فقلت: سلاما أيها الشيطان! إن كنت لبد لقمان، فإني هدهد سليمان.
قال النسر واستضحك: افتريت على النبيين والطير، وانتحلت لي ولك ما للغير، أنا آدم الشعراء ولا إطراء، وأول من نطق بالقافية الغراء فوق هذه الغبراء!
قال الهدهد: وكنت لم أفقه ما رمز إليه، ولم أعلم مراده من بيتيه، فبشرت نفسي وقلت: شيطان قديم، فلأعلمن منه ما لم أعلم، وفوق كل ذي علم عليم. ثم قلت أخاطبه: الأيام أيها النسر مدارس الأحلام، ولا يستوي في العلم كهل وغلام، فلا أستحيي أن أسألك من أنت؛ فقد استبهم علي ما بينت؟
Bilinmeyen sayfa