16
ويقيم يزيد بن أبي سفيان بالبلقاء،
17
ويقيم عمرو بن العاص بالعربة،
18
ويقيم شرحبيل بن حسنة على مرتفع قريب من طبرية
19 ...
لما رأى الروم هذا عرفوا جد المسلمين في حربهم فتهيئوا لقتالهم، وأرسلوا بإزاء كل أمير جيشا أكثر من جيشه عددا وأعظم قوة، ونظر أمراء المسلمين فوجدوا أن كل واحد منهم أعجز من أن يثبت للجيش الذي وقف بإزائه، فتكاتبوا وتشاوروا، وأشار عليهم عمرو بن العاص بأن يجتمعوا في صعيد واحد؛ لأنهم إن اجتمعوا لم يغلبوا من قلة، وكانت هذه الجيوش كلها لا تكاد تجاوز ثلاثين ألفا، أما جيش الروم فكانت أكثر من ذلك كثيرا، يزعم الرواة أنها بلغت أربعين ومائتي ألف.
ولما رأت جيوش الروم أن جيوش المسلمين قد اجتمعت في صعيد واحد، صنعوا صنعيهم، فتجمعوا ووقفوا بإزاء المسلمين.
وأنا أروي هذا كله متحفظا، فهذه الأعداد لجيوش المسلمين وجيوش الروم لا تخلو من مبالغة، ولست أدري إلى أي حد يمكن أن نطمئن إلى تحديد المواقف الأولى للأمراء وجيوشهم، وإنما الشيء الذي نستطيع أن نطمئن إليه أن جيوش المسلمين اجتمعت على أحد شاطئي اليرموك، واجتمعت جيوش الروم على الشاطئ الآخر ، ثم عبر المسلمون إلى الروم فوقفوا بإزائهم، وقد هاب بعض القوم بعضا، وأقاموا على تناوش يسير ثلاثة أشهر - فيما يقول الرواة - لا يقدر أحد الجيشين على صاحبه، بل لا يجرؤ على إنشاب القتال العام، وعرف أبو بكر ذلك فضاق به ثم أمر خالد بن الوليد أن يذهب بنصف جيش العراق منجدا لجيوش المسلمين عند اليرموك.
Bilinmeyen sayfa