Şeyh Abdülkadir Mağribi Üzerine Dersler
محاضرات عن الشيخ عبد القادر المغربي
Türler
أولها:
ترك إخراجها إلى تقوى المرء بحيث لا يكون له محاسب سوى نفسه، ولما انحطت الأمة في علمها ومجموع أخلاقها وشئونها الاجتماعية والسياسية، تبع ذلك إهمال الفريضة فلم يعد يخرجها إلا القليل ممن تشبع بروح الدين.
وثانيها:
أن هذا القليل يوزع مبالغ طفيفة - حسب رأي الفقهاء - فلا يكون لها أثر في تحسين حالة الفقراء.
وثالثها:
أن مصارف الزكاة - أي مستحقيها - اختلط حابلهم بنابلهم، فلم يعد يعرف المستحق من غيره، وربما كان في هذا ما يثبط عزائم المزكين.»
وقد اقترح المغربي حلا لهذه المشاكل أن تؤلف في كل بلدة إسلامية لجنة من أهل الدين والعفة والأمانة، بحيث تتوفر على الوساطة بين الأغنياء، وتعد لذلك الأمر عدته من اتخاذ الأعوان والنقباء للبحث عن المستحقين وما مبلغ حاجة الواحد منهم، وأيهم الأكثر استحقاقا وأشد عوزا، ثم تتناول هذه اللجنة أموال الزكاة من الأغنياء وتصرفها عنهم بالوكالة إلى الفقراء بتعليم أولادهم العلوم والصنائع وإعطائهم رءوس أموال يشتغلون بها وبناء ملاجئ للزمنى ومستشفيات للمرضى ... إلخ.
هذا العلاج الإسلامي لفشو «الاشتراكية» في رأي المغربي؛ لأن الغرض منها «التوفيق بين الطبقة العالية والطبقات السفلى من الفقراء والعمال، وأن يكون لهؤلاء نصيب من الحظوظ التي ساقتها التقادير إلى أولئك»، وإذا كان الأمر كذلك «فروح الاشتراكية تكونه موائمة لروح الدين، ويكون للاشتراكية من الزكاة الإسلامية دواء ناجع لدائها. أما إذا كان الغرض من الاشتراكية معنى غير الذي قلنا، فلنبحث لها عن دواء غير الذي ذكرناه ولا نظننا نجده، بل لا تظنه موجودا».
6
هذا نمط من طريقة المغربي في معالجة بعض المشاكل الاجتماعية الصعبة، ولا شك عندنا في أن المعلومات التي كان يعرفها عن الاشتراكية كانت معلومات أولية؛ لأن الناس في ذلك الحين كانوا لا يعرفون عنها إلا معلومات ساذجة، وما كانت الخزانة العربية قد ترجمت بعد المهم من مباحث العلماء عن الاشتراكية، إذ ليس ثمة من صلة بين موضوع فريضة الزكاة التي شرعها الإسلام، وبين الاشتراكية كبحث اقتصادي، فإن ما جاء به الإسلام ليس إلا دعوة دينية إصلاحية. أما الاشتراكية فمذهب اجتماعي وسياسي واقتصادي يقول الدكتور عبد الوهاب حومد: «إن الدعوات الدينية ليست دعوات اشتراكية اقتصادية، وإنما هي مذاهب إصلاحية هالها هذا التفاوت بين طبقات المجتمع وهي مكونة من أفراد أمهم حواء وأبوهم آدم، فعملت على تحسين أوضاع المحرومين، وهذا الطابع الإصلاحي واضح جدا في الدعوة الإسلامية حتى إنها جعلت الزكاة ركنا من أركان الدين، وحفل القرآن بكثير من الآيات التي تحض على التصديق، أما الاشتراكية فهي مسألة اقتصادية خالصة يترتب عليها نتائج اقتصادية قد تنعكس عكس الأخلاق، ولكنه انعكاس غير مباشر وعلى هذا يكون ما قاله شوقي:
Bilinmeyen sayfa