ويقول حافظ: يا ابنتي فكري. - وبلا تفكير يا أبي. - الأمر لله.
ويخرج ثلاثتهم إلى الدهليز الذي كانوا يقفون به قبل دخولهم إلى حجرة فؤادة، ويهم الشيخ بسيوني في مشيته يتبعه حافظ في تفكير عميق ويقول هنداوي: انتظر يا شيخ بسيوني! انتظر يا حافظ أفندي! إلى أين أنتما ذاهبان؟
ويقول الشيخ بسيوني: وإلى أين يمكن أن نذهب؟ إلى عتريس.
ويقول هنداوي: وماذا أنتما قائلان له؟
ويقول الشيخ بسيوني: ما حصل؟ - ما الذي حصل؟ - فؤادة رفضت أن تعطي الوكالة. - هكذا؟ - أليس هذا هو ما حصل؟ - وسيصدق؟ - يصدق أو لا يصدق، هذا ما حصل. - أنت رجل طيب. - ماذا تريد أن تقول؟ - لو قلت له إنها لا تريده فسيقول إن أباها هو الذي أوصاها بهذا. - ولكنا شهود على أن أباها حاول بكل جهده. - أتعتقد أنه سيقبل هذا؟ - يقبل ماذا؟ - يقبل أن نشهد نحن أنا وأنت على رفضها ويسكت، أيقبل أن تهان كرامته أمامنا، ويتركنا نحكي للناس كيف انتصرت عليه فؤادة؟ - وما الذي يجعلنا نقول للناس؟ - وما الذي يجعله يصدق أننا لن نقول للناس؟ - نحلف له. - أنت رجل طيب. - وماذا تريد أن تفعل؟ - أنا رجل دقيق. - أهذا وقته يا هنداوي أفندي؟ - نقول إن فؤادة وكلت أباها.
ويصيح حافظ: ماذا؟ ماذا تقول يا هنداوي أفندي؟ - أنت أبوها. - ولكن العقد لا يصح. - هذا شأن المشايخ، إنما نحن نفعل ما علينا.
ويقول الشيخ بسيوني: أهذا ما علينا أن نفعله؟
ويقول هنداوي: أليس هذا خيرا من أن يقتل فؤادة؟
ويقاطعه حافظ: يقتل فؤادة؟! - على الأقل يقتلها، إن لم يمثل بها ويلحق بها حضرتك والست حرمك، وطبعا نحن سنقتل قبل أن نخرج من باب البيت.
ويقول الشيخ بسيوني: وكيف تريد ألا تشهد؟! - كنت ذاهلا عن الموقف، لقد تبينت حقيقة الأمر حين قلت لي: اخرج وقل إنك لن تشهد، وضح الأمر تماما أمام عيني وأنا كما تعرف ...
Bilinmeyen sayfa