الشوارد
كل يقول: لي، وليس من يقول: علي!
تملأ الأرض صيحات المطالب، كل واحد يقول: حقي فأعطوني! وكل طائفة تقول: غبنت فزيدوني! وكل أمة تنادي: أنا أريد مالي فلا تلوموني!
ولا تسمع من يقول: هذا ليس لي وهذا حق غيري، ولا تجد من يقول: أخذت حقي فلا أستزيد، وفلان مغبون فهو أولى بالمزيد.
ذلكم بما تسلطت الشهوات وغلبت الجثمانيات، وانقلب الإنسان حيوانا لا يعف ولا يعدل، كل من اشتهى شيئا سعى إليه، وكل من رغب في أمر طمع فيه، والجسم لا يعترف إلا بلذاته، والهوى لا يبالي بغير نزواته.
فأيقظوا الأرواح وعلموها العدل والإباء والكرامة، وأن في الحياة أمرا وراء البدن، وأن في اللذات لذة غير جثمانية، وأن للناس مطالب روحانية. بصروا الناس بالحياة الكريمة لتسمعوا من يقول: هذا أستطيعه ولا أفعله، وهذا أعطاه ولا أقبله، وهذا ينفعني ولكن أنفر منه.
حينئذ يقول الإنسان: واجبي، قبل أن يقول: حقي. ويقول: حقي وحق غيري، ويقول: هذا لغيري، كما يقول: هذا لي. ويومئذ يجمع الناس الحق بعد أن باعد بينهم الباطل، ويؤلفهم العدل بعد أن فرقتهم الأهواء، وتلفهم المحبة بعد أن نفرتهم البغضاء.
الأربعاء 24 جمادى الآخر/12 أبريل
الحق يجمع والهوى يفرق
الحق في كل أمر محدود، والباطل كثرة لا تحد. والعدل في كل قضية واحد، والهوى نزعات لا تعد.
Bilinmeyen sayfa