وقل رب زدني علما ، والآية الأخرى:
هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ، والقول المأثور الذي نجعل له قداسة الحديث: اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد.
الإثنين 14 رجب/1 مايو
سير الزمن
كثيرا ما آخذ القلم لأكتب كلمة اليوم - بعد أن أخذت نفسي بكتابة هذه الصفحات على الأيام - فأجد صفحات بيضاء لأيام ماضية فأتذكر ما قلت قبلا:
يقلب الزمان من أيامه
أسرع من تقليبنا أوراقنا
وأقول لنفسي: كلمة لا تشغلني إلا دقائق قليلة، وأنا أحرص عليها ولا أستطيع أن أسجلها في أربع وعشرين ساعة ولا أقوى على مسابقة الزمان فيها، ما أصعب تأدية العمل في حينه والمثابرة عليه! ما أصعب هذا على من استسلم للشواغل وسار مع التيار! وما أيسره لمن عزم عليه ومرن فيه!
ما أعظم هذا أثرا في حياة الإنسان وعمله، وما أدله على إنجاحه وإخفاقه! لعل أكبر فارق بين أمة وأخرى، وإنسان وإنسان، تقسيم الأعمال على الأوقات، وإنجاز كل عمل في وقته.
كم يضيع من أعمارنا - أممنا وآحادنا - في عمل يؤخر ثم يركم بعضه على بعض فيهمل، أو يدرك بعد وقته، وبعد أن يكلفنا من الانتظار والبحث والقلق والنصب ما لا يكلف عشره أو عشر عشره لو أنجز في وقته! لا تؤخر عمل يومك إلى غدك، ولا عمل صباحك إلى مسائك ولا عمل ساعة إلى ساعة، لا تبطئ والزمان عجلان، ولا تنم والدهر يقظان.
Bilinmeyen sayfa