141

خاتم ذهبي في أصبع محتضر

قرأت في إحدى الصحف أن رجلا أو شيطانا ذهب يعود امرأته أو قريبة له مريضة فوجدها في الاحتضار وفي يدها خاتم ذهب، فنزعه وأخذه.

الموت المحتم، والفناء المجسم في هذه المرأة على فراش الموت، وسخرية الأصبع المائتة من حلي الدنيا وزينتها، والحجة القائمة على ذئاب البشر بهذا المنظر، كل أولئك لم يوقظ الإنسانية في هذا الرجل المستكلب، ولم ينبه الكرم في هذه النفس اللئيمة.

ثم الحزن على هذه المحتضرة، ووداع هذه الذاهبة، وذكرى الصلات التي تنقطع، والسيرة التي تنتهي، والمودة التي تبلى، والفراق الذي لا لقاء بعده، كل أولئك لم يشغل هذا الشره عن قطعة من الذهب في أصبع تموت.

وجلال الموت ورهبته، وضيق النفس وحشرجته، وبقايا النظر في هذه المائتة التي لا تطيق كلاما ولا خصاما، كل هؤلاء لم يشغل هذا الوحش عن اغتصاب خاتم من الذهب من يد الموت لينعم به في الدنيا التي تخليها له امرأته أو قريبته.

ينبش اللصوص القبور فيأخذون ما على الأموات من أكفان، وساء ذلك فعلا وشنع! ولكن فعل هذا الرجل أسوأ وأشنع وأوغل في دناءة النفس ولؤمها، وأدل على موت القلب وجمود الشعور.

إن ذرة من المروءة والشهامة ترد الإنسان عن هذا الخزي وتصده عن هذا الجشع الدنيء، ولكن زالت الشهامة والمروءة كثيرهما وقليلهما في كثير من الناس.

السبت 2 محرم/14 أكتوبر

الأسفار أمس واليوم

أعد عدتي للسفر إلى باكستان، وأنتظر باخرة تحملني وأثقالي، وأجم فيها أياما قبل بلوغي كراچي حيث أتولى السفارة المصرية.

Bilinmeyen sayfa