الإثنين 27 ذي الحجة/9 أكتوبر
الأوزان
الوزن نظام سار في الكون كله، حسياته ومعنوياته، وأقصر الكلام على الأوزان الحسية في الشعر والغناء والموسيقى والرقص. فالكلام في الشعر وفي الغناء، والصوت في الموسيقى، والحركة في الرقص، تقطع بالحركات والسكنات أقساما متساوية متناسبة، أقساما موزونة. فإن اختل هذا التناسب اختل النظم في الشعر، واختلفت النغمة في الغناء والموسيقى، واختلت الحركة في الرقص.
هذا التتابع المتناسب في هذه الفنون جنس واحد تختلف أنواعه وضروبه، فالسامع يدرك التأليف في النظم وفي الشعر وفي نغمات الغناء والموسيقى، ويشعر في الخلل أن نظاما انفرط وتناسبا زال، وشذوذا اعترض السياق. يدرك هذا من طريق الأذن، وكذلك يدرك بالبصر انتظام الحركات في الرقص وكل حركة متناسبة بيد أو عصا، كما يدرك اضطرابها حين يختل هذا الانتظام.
ويتبين التجانس بين الأوزان في هذه الفنون بالجمع بينها بأن يغنى بالشعر ثم تزاد عليه الموسيقى ثم يساوق هذه الثلاثة حركات الرقص، فإن اختل واحد منها اختلت الأخرى إن سايرته في خلله، أو تخالفت وتنافرت إن لم تساير هذا الخلل.
ويمكن أن يزاد إلى هؤلاء الوزن في غير صوت ولا حركة، الوزن الذي يدرك في الصور الجميلة وكذلك الخلل الذي يكون في الصور القبيحة.
هذه الأوزان فيما أرى ترجع إلى تقسيم الزمان والمكان تقسيما ملائما، وتدرك بالفطرة لا العقل، والشعور لا الفكر، وهي مظاهر من النظم أو الوزن الذي قامت عليه هذه الخليقة في هذه السموات والأرض.
الثلاثاء 28 ذي الحجة/10 أكتوبر
الله والناس
الناس في ذكر الله مختلفون، منهم الغافلون الذين لا يذكرونه ليلا ولا نهارا، ولا يتقونه في صغيرة ولا كبيرة. وأولئك يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام، وهم المحجوبون.
Bilinmeyen sayfa