Şarl ve Abdurrahman

Curci Zeydan d. 1331 AH
150

Şarl ve Abdurrahman

شارل وعبد الرحمن

Türler

وكان هانئ يسمع كلامها وهو يرقب حركات شفتيها وعينيها ويشاركها بكل جارحة من جوارحه، فلما فرغت من قولها أشار بعينيه إلى جسمها الغض وقال لها: «أليس غبنا أن تذهب هذه الأعضاء طعاما لأسماك البحر؟»

فقطعت كلامه قائلة: «ذلك خير لها من أن يفترسها وحوش البر الذين يسمون أنفسهم بنى الإنسان عجل يا هانئ قبل أن يغلب علينا حب البقاء.»

فمد يديه ومدت يديها، وتخاصرا من جانب وتماسكا من الجانب الآخر ومشيا على الرمل حتى غرقت أقدامهما في الماء فأحسا ببرده وبانزلاق الرمل تحت الأخمصين، وكانا كلما انغمرا في الماء ازدادا تعانقا وازدادا تجاذبا حتى أصبحا جسما واحدا، وغطسا في الماء وكل منهما يتلذذ بذكر اسم الآخر وبعد دقيقة بدا بعض الرأسين، والشعر سابح على سطح الماء، ثم غطسا إلى قاع النهر ولم يعد يعلم مصيرهما إلا الله.

أما جيش الإفرنج فإنهم أصبحوا في اليوم التالي وهم يتوقعون هجوم العرب عليهم، فرأوا الأرض قفرا والخيام خالية، فاستولوا على ما كان باقيا فيها من الغنائم وكان ذلك آخر عهدهم بالعرب هناك على ما دونه التاريخ.

Bilinmeyen sayfa