166

Saduk’un Tevhidi Şerhi

شرح توحيد الصدوق

حقيقة الحركة، هو التغير، والسكون عدمه عما من شأنه ذلك، واستعمال الجريان الذي هو بمعنى السيلان مع الحركة من كمال البلاغة. واستدل على ذلك بوجوه:

الأول،

انه سبحانه فاعل الحركة ومجريها إذ الحركة لا بد لها من محرك وقد ثبت انتهاء المحركات إلى محرك لا محرك فوقه، فكيف يجري عليه الحركة لاستلزام كون شيء واحد بسيط فاعلا وقابلا وأنى يوصف هو عز شأنه بخلقه؟!.

الثاني،

انه قد ثبت ان الحركة ابتدأت منه سبحانه، فهو مبدأ الحركة، وهي مما لا بد لها من موضوع يقوم به، ومن نهاية ينتهي إليها، فالموضوع بمنزلة الوسط لصورة الحركة فلو عادت إليه الحركة بأن يصير موضوعا لها، لكان لا يتميز المبدأ من الوسط وهو شنيع.

إذا لتفاوتت ذاته ولتجزأ كنهه

هذا إشارة إلى الدليل الثالث والرابع:

بيان الثالث، إن الحركة، هو التغير والسيلان والمتحرك لا بد وأن يتغير من حال إلى حال فيختلف عليه الأحوال فيتفاوت الذات بحسب توارد الصفات.

وبيان الرابع: إن المتحرك لا بد أن يكون بالفعل من وجه وبالقوة من جهة اخرى؛ إذ الحركة كمال أول لما بالقوة من جهة ما بالقوة، فيلزم التجزي من شيء بالفعل ومن شيء بالقوة.

ولامتنع من الأزل معناه

هذا هو الدليل الخامس وتقريره: إن الحركة هو التغير والتجدد وذلك يستلزم الحدوث إذ الحركة لا بد لها من فاعل وموضوع، فهي مسبوقة [1] بهما، والحدوث هو المسبوقية بالغير.

Sayfa 181