154

Saduk’un Tevhidi Şerhi

شرح توحيد الصدوق

يكن خالقا؛ ولأنه سبحانه مقدس عن ملابسة الزمان والزمانيات فليس بالنسبة إليه ماض وحال واستقبال؛ فخلق زيد الساعة لم يجعل خالقيته من ابتداء هذه الساعة إذ ليس هو في الزمان وليس فعله في الزمان، بل مخلوقه في الزمان ولا يتفاوت عند [1] الأزمنة بل الزمان عنده كآن فكون مخلوقه زمانيا لا يصير سببا لكون فعله زمانيا إذ فعله إنما ينزل من سماء الأزل إلى أرض الزمان. وليس في الأزل تقدم حال وتأخر أخرى وسبق وجود هذا وتأخر ذلك كما لا يخفى على من تجرد بعقله إلى فضاء اللازمان وشاهد أنوار هذا العالم بعين العيان.

فإن قيل: أليس الخالق والبارئ من المضاف؟!- ومن خواص المضافين انه لا يتقدم أحدهما على الآخر من حيث هما مضافان- فكيف يوافق ذلك ما ذكرت؟ وأيضا، قد تحقق في العلوم العقلية عند أربابها أن أي واحد من المضافين يكون متحركا، فانه السبب في حصول الإضافة، فعلى هذا يكون هو سبحانه مستفيدا من خلقه.

قلنا: أما القول بالإضافة فذلك افتراء إذ الإضافة من المقولات والله سبحانه لا يوصف بخلقه فليس عنده إضافة ولا نسبة. نعم، قد قلنا: ان تلك الصفات [2] والنسب بالنظر إلينا والى الكلمات الفواعل التي هي خدام أسماء الله من الحقائق الموجودة في سلسلة الأسباب؛ وأما القول بان المتحرك هو سبب الإضافة فهو أيضا قول من غير علم. نعم، إنما يصح ذلك في الإضافات التي ليست بين العلل والمعلولات، وأما فيها، فالعلة لما كانت سبب المعلول، فهو أيضا سبب لتلك الإضافة إذ هو محرك هذا المتحرك المعلول فالمتحرك في المعلولية لم يتحرك من قبل نفسه حتى يكون هو سببا للإضافة بل من أجل علته وبسببها، فهي علة المعلول

Sayfa 169