146

Saduk’un Tevhidi Şerhi

شرح توحيد الصدوق

دالة بتفريقها على مفرقها وبتأليفها على مؤلفها

يحتمل الرفع، على ان «دالة» خبر مبتداء محذوف أي هذه الأشياء؛ أو النصب على الحالية. وإضافة «التفريق» إلى الضمير، وكذا «التأليف» إليه [1] ، إضافة الصفة إلى مفعولها أي هي دالة بتفريق الله تعالى إياها على مفرقها. ودلالة المتفرق على المفرق، هي مثل دلالة المؤلف على المؤلف وذلك يفيد العلم اليقيني كما حققه رئيس مشائية الإسلام في الشفاء.

ذلك قوله عز وجل: ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون [2] .

ذلك إشارة إلى دلالة المتفرق على المفرق والمؤتلف [3] على المؤلف. فالزوجان أعم من أن يكونا: ضدين- إذ كمال التباين من أنحاء التشاكل- أو يكونا جنسا وفصلا، أو [4] ماهية ووجودا، أو إمكانا ووجوبا، أو قوة وفعلية، أو عقلا ونفسا، أو صورة ومادة، أو ذكرا وأنثى، إلى غير ذلك من الازدواجات الواقعة بين الأشياء الممكنة، إذ الممكن زوج تركيبي، والتركيب مؤذن بالفقر، والله جعل الممكن كذلك ليتذكر أولو الألباب انه سبحانه منزه عن جميع أنحاء التركيب، مقدس عن اتخاذ الصاحبة والشريك.

[وجه انه لا قبل له تعالى ولا بعد]

ففرق بها بين قبل وبعد ليعلم ان لا قبل له ولا بعد

«الباء»، إما للظرفية أي فرق في الأشياء بين قبل وبعد وإما للسببية أي بسببها لأنها محل تحقق القبلية والبعدية والمعنى: ان الله تعالى بسبب إيجاده

Sayfa 161