122

Saduk’un Tevhidi Şerhi

شرح توحيد الصدوق

قال الأزهري [1] : المعروف الكثير ان «الغابر» بمعنى الباقي فيصير المعنى ان بقائه سبحانه هو الذي يحدد وجود ما سواه ويجعل كل واحد في درجته ويعين له مرتبة وجوده إذ ببقائه يستبقي كل شيء على حسب استعداده، بدوامه دامت السماوات والأرضون. وفي الخبر: «لا يتقدم متقدم إلا بالله ولا يتأخر متأخر الا به». والمثال الحسي لذلك- وإن كان هو مقدسا عن الأمثال والأشباه- الخيط الممتد المحاذي لألف خردلة متتالية، فانه يعين درجات وجود كل واحد من الخرادل والله سبحانه محيط بالأشياء وليس فيه عز شأنه امتداد وانبساط، تعالى عن ذلك علوا كبيرا.

وأما على النسخة الثانية، فالمعنى ان بقائه عبارة عن تجديده الخلق في كل آن لأنه كل يوم في شأن [2] ولا يتكرر الشأن في آنين [3] . بيان ذلك: ان العالم منذ ابتدأ من المبدأ الأول فهو في الحركة الذاتية والسيلان السرمدي إلى أن يصل إلى [4] جوار الله ويعود إلى ما بدأ منه «ألا إلى الله تصير الأمور» .

والتبيان العلمي لذلك، أن للعالم جهتين:

جهة إلى نفسه وهو موطن الهلاك والزوال ومبدأ البطلان والاضمحلال؛ وجهة إلى جاعله القيوم الذي منه استنار كل موجود وبه ظهر الوجود، فله في كل آن عدم من نفسه ووجود من فاعله ولو لا ذلك لاستغنى هو عن جاعله.

ولعمري ان إجراء هذا السيلان في الجسمانيات ظاهر لكن يشكل الأمر في الأمور العالية الا أن يقال بالحركة المعنوية. وفهم ذلك عسير جدا ولهذا ترى

Sayfa 137