Sharh Tatheer Al-I'tiqad by as-San'ani - al-Rajhi
شرح تطهير الاعتقاد للصنعاني - الراجحي
Türler
حجة من يرى التوسل بالذات والرد عليه
السؤال
كيف نرد على من يستدلون على شفاعتهم بالأولياء بقصة عمر بن الخطاب لما استشفع بـ العباس عم الرسول ﷺ، وذلك عندما اشتد بهم الجدب، فدعا الله أن ينزل المطر؟
الجواب
إن عمر بن الخطاب ﵁ استشفع بـ العباس، يعني: بدعاء العباس، وقال عمر لما أجدبوا: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتكفينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، قم يا عباس فادع الله، فقام العباس ودعا وهم يؤمنون، فهم ما توسلوا بذات العباس، بل توسلوا بدعاء العباس، ولو كانوا يتوسلون بذات العباس لتوسلوا بذات النبي ﷺ، إذ هو موجود في قبره ﵊، وهو حي في قبره حياة برزخية أكمل من حياة الشهداء، فلما لم يتوسلوا بالنبي ﷺ وعدلوا إلى التوسل بـ العباس، دل على أنهم يتوسلون بشفاعته ودعائه وهو حي حاضر، ولهذا قال عمر في آخر الدعاء: قم يا عباس فادع الله، فقام العباس يدعو الله وهم يؤمنون، فـ عمر استشفع بدعاء العباس وهو حي حاضر، وهذا لا بأس به، وإنما الممنوع هو: التوسل بالميت أو بالغائب أو بذاته؛ لأنه لو كان التوسل بذات العباس لتوسلوا بذات النبي ﷺ؛ لأن ذات النبي ﵊ أوجه من ذات العباس، فلما عدلوا عن التوسل بالنبي ﷺ إلى التوسل بـ العباس، دل على أنهم توسلوا بغير الذات، ألا وهو الدعاء، ولهذا قال عمر: قم يا عباس! فادع الله، وهذا حجة على من يرى التوسل بالذات.
وعمر بن الخطاب توسل بدعاء العباس لأنه قريب النبي ﷺ.
2 / 18