156

Tasrif Şerhi

شرح التصريف

Araştırmacı

د. إبراهيم بن سليمان البعيمي

Yayıncı

مكتبة الرشد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٩هـ-١٩٩٩م

Türler

والصّحيح أنّ الميم ليست عوضًا من الواو، وإنّما هي بدلٌ، وكلّ بدل عوضٌ، وليس كلّ عوضٍ بدلا. والفرق بين العوض والبدل أنّ البدل يجتمع مع المُبْدَل ويحلُّ محلَّه، والعِوَضُ لا يجتمع مع المُعَوَّض ولا يحلّ محلّه، وإنّما يتأخّر عن مكان المُعَوَّض ويتقدّم عليه. فلمّا كانت الميم بدلا من الواو جاز أن يجمع بينهما من حيث كانت بدلًا، لا عِوَضًا خالصًا. وكان ينبغي أن يقول إنّما ردّ الواو في "فَمَوَيْهما"، لأنّه أقرّ الميم في مكانها ليدلّ على صحّة بدلها، ولو أخّرها لتُوُهِّم أنّها زائدة. وقال قوم: أصله "فَوْهٌ" وزنه "فَعْلٌ" ثم قدّم الهاء على الواو فقال: "فَهْوٌ" فوزنه "فَلْعٌ"، ثم أسقط الواو فبقي "فَلٌ" ثم أبدل من الهاء الميم فقال: "فَمٌ" فلمّا اضطُرَّ الشّاعر إلى إقامة الوزن ردّ الواو فقال "فَمَوَيْهما" فوزنه على هذا التقدير: "فَلَعَيْهما"، وعلى التّقدير الأوّل: "فَمَعَيْهما"، وهذا الوجه الثّاني ضعيف، لأنّ الميم ليس تقوى مشابهتها للهاء فتبدل منها، ولا هي من مخرجها، ولكنّ هذا القائلَ لمّا رأى الهاء تشبه حروف العلّة وكانت الميم من مخرج الواو، والواو من حروف العلّة توصَّل بهذا الشّبه البعيد فقال: الميمُ بدلٌ من الهاء.

1 / 346