169

Güneşin Yükselişi Üzerine Şerh

شرح طلعة الشمس على الألفية

Türler

أي كما أن تأخير البيان إلى وقت الحاجة إليه جائز فكذلك أيضا يجوز للرسول عليه الصلاة والسلام تأخيره عن وقت نزوله إلى وقت الحاجة إليه وهو أحد الأشياء التي أمر الرسول عليه الصلاة والسلام بتبليغها، وتأخير التبليغ من وقت إلى وقت، نظرا للمصلحة جائز مثل: أن يأمر الرسول عليه السلام أن يبلغ أقيموا الصلاة فيقتضي نظره تأخير هذا التبليغ إلى?وقت وجوب إقامتها لمصلحة يراها فذلك جائز له مالم يؤمر بالتبليغ فورا، وقيل لا يجوز له ذلك، لأن الله تعالى يقول: { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته } (المائدة: 67)، قالوا والأمر موضوع للفور مع ما في الآية من التهديد على ترك التبليغ، قلنا: لا نسلم إن الأمر موضوع للفور كما قدمنا تحقيقه، والتهديد في الآية إنما هو على ترك التبليغ رأسا لا على تأخيره فقط، وأيضا فإن القصد بأمره في التبليغ هو مطابقة المصلحة، فكأنه قال: تعالى بلغه على ما تقتضيه المصلحة في التأخير، والتقديم، وإنما قلنا ذلك لأنا نعلم أن القصد بالشرائع المصالح، فإذا كان المقصود بها المصالح فتبليغها أيضا يكون على وفق المصلحة في التقديم، والتأخير، ولا بد من ذلك؛ لأن الفرع تابع للأصل، ولا يلزم من هذا موافقة المعتزلة في القول بوجوب مراعاة الصلاحية والأصلحية على الله سبحانه وتعالى؛ لأنا نقول أن الصلاحية والأصلحية قد كانتا منه تعالى لخلقه منا منه تعالى، وفضلا فإن قيل إذا صح تأخير التبليغ عن وقت النزول فما الفائدة في إنزاله على الرسول قبل وقت الحاجة إليه.

أجيب: بأنه يمكن أن تكون فيه فائدة الواجب الموسع وهي الثواب على اعتقاد الامتثال والتهيؤ للامتثال والاستعداد له، وغير ذلك من الفوائد الظاهرة والله أعلم.

ثم أنه أخذ في بيان أن البيان يكون بالعقل فقال:

وقد يجي البيان بالمعقول ... وقد يجي من جانب المنقول

يكون بالكتاب والسنة من ... قول وفعل وبإجماع ركن

يكون البيان بالعقل، ويكون بالنقل:

? فأما البيان العقلي فنحو قوله تعالى: { أفمن يخلق كمن لا يخلق } (النحل: 17)، قال البدر الشماخي: "وجميع حجج الله على الكفار بل جميع الحجج مطلقا إنما بيانها بالعقل"، يعني أن الرب تعالى ألزم المشركين في احتجاجه عليهم أمورا لا يمكنهم إنكارها عقلا، فالعقل قاض ببيان تلك الأمور فهو بيان عقلي.

Sayfa 188