Sharh Sunan Abi Dawood by Al-'Abbad

Abd al-Muhsin al-Abbad d. Unknown
109

Sharh Sunan Abi Dawood by Al-'Abbad

شرح سنن أبي داود للعباد

Türler

شرح حديث: (مر رجل على النبي ﷺ وهو يبول فسلم عليه) قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب: أيرد السلام وهو يبول؟ حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة قالا: حدثنا عمر بن سعد عن سفيان عن الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمر قال: (مر رجل على النبي ﷺ وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه). قال أبو داود: وروي عن ابن عمر وغيره: (أن النبي ﷺ تيمم ثم رد على الرجل السلام)]. قوله: [باب: أيرد الرجل السلام وهو يبول؟] أي: هل الإنسان إذا كان على قضاء الحاجة وسلم عليه أحد يرد ﵇ أو لا يرد؟ و الجواب أنه لا يرد؛ وذلك أن السلام ذكر لله ﷿؛ ولأنه دعاء ورده دعاء، والسلام من أسماء الله ﷿. وذكر الله لا يكون عند قضاء الحاجة، ومن ذلك رد السلام، وقد أورد أبو داود ﵀ حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: (أن رجلًا مر على النبي ﷺ وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه)، وهذا يدل على أن الإنسان لا ينبغي له أن يسلم على من يقضي حاجته؛ لأن كون النبي ﷺ لم يرد عليه فيه إشارة وتنبيه إلى أنه ليس للإنسان أن يسلم على من يبول، وأنه إذا سلم عليه وهو يبول لا يرد؛ لأن ترك النبي ﷺ الرد عليه يدل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يرد السلام وهو يقضي الحاجة. وعلى هذا فيفهم من الحديث أن الإنسان لا ينبغي له أن يسلم على من يبول، وعلى المسلم عليه الذي يقضي حاجته ألا يرد السلام، وفيه أيضًا دليل على أن ذكر الله ﷿ لا يكون في حال قضاء الحاجة. وفيه أيضًا دليل على أن الإنسان إذا كان يقضي حاجته لا ينبغي له أن يتكلم، ولا أن يخاطب الناس؛ لأن النبي ﷺ ما أجاب المسلّم بشيء، لا بكلام ولا برد السلام؛ لأن التحية ورد السلام لا يناسب أن يكون في مثل هذه الحال، فهذا يفيد أن الإنسان لا يتكلم وهو يقضي حاجته. وإذا كانت هناك ضرورة تدعو إلى الكلام فللإنسان أن يتكلم على قدر الحاجة. ثم أشار أبو داود ﵀ إلى أن النبي ﵊ بعدما تيمم رد عليه، فقال: وروي عن ابن عمر وغيره: (أن النبي ﷺ تيمم ثم رد ﵇، يعني: أنه بعدما انتهى من بوله تيمم ثم رد ﵇. وهذا فيه أن الإنسان حينما يرد السلام ينبغي أن يكون على طهارة، ولكن إذا كان الإنسان ليس على قضاء الحاجة وكان غير متوضئ وغير متيمم فيجوز له أن يذكر الله وأن يرد السلام؛ ولكن الأولى والأشرف أن يكون على طهارة، وقد أورد أبو داود ﵀ هذا الحديث مسندًا في باب التيمم في الحضر. والمقصود من هذا: أن يكون رد السلام على حال أكمل وأفضل، وإلا فإن ذكر الله ﷿ والإنسان محدث وليس على وضوء سائغ وجائز، وسيأتي الحديث الذي يدل على ذلك، وهو: (أن النبي ﷺ كان يذكر الله على كل أحيانه)، يعني: سواء كان متوضئًا أو غير متوضئ. ولكن الذي حصل في هذا: هو الإشارة إلى ما هو أكمل وإلى ما هو أفضل، والحديث الذي سيأتي يدل على أن ذلك سائغ وجائز، ولا تنافي بين هذا الحديث والحديث الذي سيأتي والذي فيه: (أن النبي ﷺ كان يذكر الله على كل أحيانه).

7 / 3