235

Mutanabbi'nin Şiirlerinin Açıklaması - İkinci Kitap

شرح شعر المتنبي - السفر الثاني

Soruşturmacı

الدكتور مُصْطفى عليَّان

Yayıncı

مؤسسة الرسالة

Baskı

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م

Yayın Yeri

بيروت - لبنان

الجزء الثاني
وقال يعزيه بعبده يماك، وقد توفي في سحر يوم الأربعاء، لعشر بقين من شهر رمضان سنة أربعين وثلاثمائة.
لا يَحْزُنِ اللهُ الأميرَ فإنَّني ... لآخِذُ مِنْ حالاتِه بِنَصيبِ
يَقُولُ، دَاعيًا لَسيْفِ الدَّولة: لا يَحْزُنِ اللهُ الأَميرَ فيماَ فَرَّحهُ، ولا ساءه فيما سره، فإني كما ألبسني من أفضاله، يوجب أن آخذ بنصيب من أحواله، فأساء بمساءته، وأسر بمسرته.
وَمْن سَرَّ أَهْلَ الأَرضِ ثُمَّ بَكى أَسىً ... بَكَى بِعيُونٍ سَرَّها وقُلُوبِ
ثم قال: ومن سر أهل الأرض بما شملهم من إحسانه، وفرحهم بما أفاض فيهم من إنعامه، لزمهم أن يبكي، فتبكي عيونهم عند مصيبته، ويألم فتألم قوبهم عند رزيته، مقارضة لما سلف منه، وحرصا على صرف المكروه عنه.
وَإني وإن كَانَ الدَّفينُ حَبْيبَهُ ... حَبْيِبُ إلى قلبي حَبيبُ حَبيْبِي
ثم قال: وإني وإن كان الدفين مخصوصًا بمحبة سيف الدولة، وكان أقعد مني بالتوجع لفقده، والارتماض بأمره، فإن من أحبه حبيب إلى قلبي، شديد لصوقه بنفسي.
وَقَدْ فَارّقَ النَّاسُ الأَحِبَّةَ قَبْلنا ... وأَعيَا دَوَاءُ الموتِ كُلَّ طَبِيبِ

2 / 5