136

شرح صحيح ابن حبان - الراجحي

شرح صحيح ابن حبان - الراجحي

Türler

ذكر البيان بأن الفرض الذي جعله الله نفلًا جائز أن يفرض ثانيًا قال المصنف رحمه الله تعالى: [ذكر البيان بأن الفرض الذي جعله الله جل وعلا نفلًا جائز أن يفرض ثانيًا، فيكون ذلك الفعل الذي كان فرضًا في البداية فرضًا ثانيًا في النهاية]. أي: إذا كان الأمر فرضًا ثم خفف فصار نفلًا قد يفرض مرة أخرى. [أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال: حدثنا سعيد بن حفص النفيلي قال: قرأنا على معقل بن عبيد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها أخبرته: (أن رسول الله ﷺ خرج ليلة في رمضان فصلى في المسجد، فصلى رجال وراءه بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا بذلك، فاجتمع أكثر منهم، فخرج رسول الله ﷺ الثانية فصلوا بصلاته فأصبح الناس فتحدثوا بذلك، فاجتمع أهل المسجد الليلة الثالثة، فخرج رسول الله ﷺ فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، فلم يخرج إليهم رسول الله ﷺ إلا لصلاة الفجر، فلما قضيت صلاة الفجر أقبل على الناس فتشهد، ثم قال: أما بعد: فإنه لم يخف علي مكانكم، ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتقعدوا عنها، وكان رسول الله ﷺ يرغبهم في قيام شهر رمضان من غير أن يأمرهم بقضاء أمر فيه، يقول: من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)]. وكان هذا في رمضان، صلى بهم ثلاث ليال، ثم ترك خشية أن يفرض عليه، وبقيت صلاة الناس أوزاعًا في خلافة أبي بكر وصدرًا من خلافة عمر، يصلي الرجل وحده، ويصلي الرجل ومعه الرجلان، ثم جمعهم عمر على إمام واحد. قال أبو حاتم: [فخرج رسول الله ﷺ والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر، وصدرًا من خلافة عمر رضوان الله عليهم أجمعين]. التخريج: إسناده حسن، معقل بن عبيد الله حديثه لا يرقى إلى الصحة، وأخرجه مسلم في صلاة المسافرين. وجه الدلالة: أن الأمر الذي كان واجبًا، ثم كان مستحبًا، قد يكون فرضًا، يعني: أنه كان يخشى أن تفرض عليهم صلاة الليل، وكأن المؤلف ﵀ رأى أن قيام الليل كان واجبًا على الأمة، ثم نسخ فصار نفلًا، ثم يمكن أن يكون فرضًا آخر، ولهذا خشي النبي ﷺ أن يفرض عليهم قيام الليل مرة ثانية، فلهذا ترك القيام معهم، وهذا على القول بأن قيام الليل كان واجبًا في أول الإسلام على النبي ﷺ وعلى الأمة، ثم نسخ فصار نفلًا في حق الأمة، ويمكن أن يعود الفرض مرة أخرى، ولهذا خاف النبي ﷺ عليهم فلم يخرج في الليلة الرابعة لئلا يفرض عليهم مرة أخرى. قال: [ذكر البيان بأن الفرض الذي جعله الله جل وعلا نفلًا]. يعني قيام الليل صار نفلًا بعد أن كان فرضًا. قال: [جائز أن يفرض ثانيًا]. فيكون واجبًا مرة ثانية.

8 / 4