Sharh Sahih al-Bukhari - Osama Suleiman
شرح صحيح البخاري - أسامة سليمان
Türler
باب فضل اتباع الجنائز
قال البخاري ﵀: [باب: فضل اتباع الجنائز].
وجاء بحديث أبي هريرة: (من تبع جنازة فله قيراط)، وحديث عائشة وحديث أبي هريرة أيضًا، وقول ابن عمر: لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
يعني: ضيعنا قراريط كثيرة.
وبعض الناس إذا رأى جنازة يقول: هذه جنازة من؟ يسأل عنها، فإن قيل له: جنازة فلان، يقول: لا أعرفه، ويترك الصلاة عليه، والقاعدة عنده أن من يعرفه يصلي عليه ومن لا فلا، وهذا أبطل حق المسلم على المسلم أن يتبع جنازته إذا مات، فهذا حق الإسلام، وليس شرطًا أن تعرف الميت طالما أنه مسلم، فهل منا أحد يتبع الجنازة وهو لا يعرف صاحبها؟ من يفعل ذلك موجود بقلة، لكن الغالب أنهم لا يتبعون، والحكم للغالب.
فأقول: لا تفرطوا في الأجر، فالدنيا ساعة فاجعلوها لله طاعة، والنفس قد يعود ولا يخرج، وقد يخرج ولا يعود، ﴿فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا﴾ [مريم:٨٤]، وحياتنا قصيرة، وصدق من قال: أنفاسنا تعد، ورحالنا تشد، والتراب من بعد ذلك ينتظر الخد.
فيا عبد الله! عجل بتوبة صادقة إلى ربك ﷿، وأصلح ما فرطت من عمرك، واعلم أن الله ﷿ يتوب على من تاب ويقبل التوبة ويتجاوز عن السيئات، شريطة أن تصدق مع الله ﷾.
أسأل الله ﷿ أن يرزقنا قبل الموت توبة، وعند الاحتضار شهادة، وبعد الموت جنة ونعيمًا.
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.
12 / 9