أغنياء خير من أن تذرهم عالة» فإن أجره في ذلك أفضل من أن يتصدق عنه بشيء من ماله.
ومن فوائد هذا الحديث: خوف الصحابة المهاجرين من مكة أن يموتوا فيها؛ لأن سعدًا ﵁ قال: «أخلف بعد أصحابي» وهذه الجملة استفاهمية والمعني «أخلف؟» وهذا استفهام توقعي مكروه، يعني أنه لا يحب أن يتخلف فيموت في مكة وقد خرج منها مهاجرًا إلي الله ورسوله، وهكذا كل شيء تركه الإنسان لله لا ينبغي أن يرجع فيه، وقد سبق لنا في شرح الحديث أن من ذلك ما فعله بعض الناس؛ حيث تخلصوا من جهاز التلفزيون لما رأوا من مضاره ومفاسده ما يربو على مصالحه ومنافعه، تركوه لله فكسروه، ثم جاؤوا يسألون: هل يعيدوه مرة ثانية؟ نقول: لا تعده مرة أخري ما دمت قد تخلصت منه ابتغاء وجه الله فلا ترجع فيما تركته لله.
ومن فوائد الحديث: ظهور معجزة لرسول الله صلي الله عليه وسلم؛ وهو أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال له: «إنك لن تخلف حتى يضر بك أقوام وينتفع بك آخرون» فإن الأمر وقع كما توقعه النبي صلي الله عليه وسلم، فإن سعدًا ﵁ بقي إلي خلافة معاوية وعمر طويلًا بعد قول الرسول صلي الله عليه وسلم له، وهذا من آيات النبي صلي الله عليه وسلم؛ أن يخبر عن شيء مستقبل فيقع كما أخبر به ﵊، ولكن هذا ليس خبرا محضًا، بل توقع، لقوله: «لعلك أن تخلف» فلم يجزم، ولكن كان الأمر كما توقعه النبي صلي الله عليه وسلم.
ومن فوائد هذا الحديث: انه ما من إنسان يعمل عملًا يبتغي به وجه الله