216

Nehcü'l-Belağa Şerhi

شرح نهج البلاغة

Soruşturmacı

محمد عبد الكريم النمري

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

1418 AH

Yayın Yeri

بيروت

وسنذكر تمام هذا الكتاب وأوله عند انتهائنا إلى كتب علي عليه السلام . وروى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري عن أبي المنذر وهشام بن محمد بن السائب عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : كان بين العباس وعلي مباعدة ، فلقي ابن عباس عليا ، فقال : إن كان لك في النظر إلى عمك حاجة فأته ، وما أراك تلقاه بعدها . فوجم لها وقال : تقدمني واستأذن ، فتقدمته واستأذنت له ، فأذن فدخل ، فاعتنق كل واحد منهما صاحبه ، وأقبل علي عليه السلام على يده ورجله يقبلهما ، ويقول : يا عم ، ارض عني رضي الله عنك ، قال : قد رضيت عنك .

ثم قال : يابن أخي ، قد أشرت عليك بأشياء ثلاثة فلم تقبل ، ورأيت عاقبتها ما كرهت ، وهأنذا أشير برأي رابع ، فإن قبلته ؛ وإلا نالك ما نالك مما كان قبله . قال : وما ذاك يا عم ؟ قال : أشرت عليك في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسأله ، فإن كان الأمر فينا أعطاناه ، وإن كان في غيرنا أوصى بنا . فقلت : أخشى إن منعناه لا يعطيناه أحد بعده ، فمضت تلك . فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أتانا أبو سفيان بن حرب تلك الساعة ، فدعوناك إلى أن نبايعك ، وقلت لك : ابسط يدك أبايعك ، ويبايعك هذا الشيخ ، فإنا إن بايعناك لم يختلف عليك أحد من بني عبد مناف ، وإذا بايعك بنو عبد مناف لم يختلف عليك أحد من قريش ، وإذا بايعتك قريش لم يختلف عليك أحد من العرب ، فقلت : لنا بجهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم شغل ، وهذا الأمر فليس نخشى عليه ؛ فلم نلبث أن سمعنا التكبير من سقيفة بني ساعدة ، فقلت : يا عم ، ما هذا ؟ قلت : ما دعوناك إليه فأبيت ، قلت : سبحان الله ! أو يكون هذا ! قلت : نعم . قلت : أفلا يرد ؟ قلت لك : وهل رد مثل هذا قط ! ثم أشرت عليك حين طعن عمر فقلت : لا تدخل نفسك في الشورى ، فإنك إن اعتزلتهم قدموك ، وإن ساويتهم تقدموك ، فدخلت معهم فكان ما رأيت .

ثم أنا الآن أشير عليك برأي رابع ، فإن قبلته وإلا نالك ما نالك مما كان قبله ؛ إني أرى أن هذا الرجل - يعني عثمان - قد أخذ في أمور ، والله لكأني بالعرب قد سارت إليه حتى ينحر في بيته كما ينحر الجمل . والله إن كان ذلك وأنت بالمدينة ألزمك الناس به ، وإذا كان ذلك لم تنل من الأمر شيئا إلا من بعد شر لا خير معه .

قال عبد الله بن عباس : فلما كان يوم الجمل عرضت له - وقد قتل طلحة ، وقد أكثر أهل الكوفة في سبه وغمصه - فقال علي عليه السلام : أما والله لئن قالوا ذلك ، لقد كان كما قال أخو جعفي :

فتى كان يدينه الغنى من صديقه . . . إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر

ثم قال : والله لكأن عمي كان ينظر من وراء ستر رقيق ، والله ما نلت من هذا الأمر شيئا إلا بعد شر لا خير معه .

Sayfa 30