Nehcü'l-Belağa Şerhi
شرح نهج البلاغة
Soruşturmacı
محمد عبد الكريم النمري
Yayıncı
دار الكتب العلمية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
1418 AH
Yayın Yeri
بيروت
نجلت به بيضاء آنسة . . . من عبد شمس صلتة الخد والذين نزهوا هند عن هذا القذف رووا غير هذا . فروى أبو عبيدة معمر بن المثنى أن هندا كانت تحت الفاكه بن المغيرة المخزومي ، وكان له بيت ضيافة يغشاه الناس ، فيدخلونه من غير إذن ، فخلا ذلك البيت يوما ، فاضطجع فيه الفاكه وهند ، ثم قام الفاكه وترك هندا في البيت لأمر عرض له ، ثم عاد إلى البيت ، فإذا رجل قد خرج من البيت ، فأقبل إلى هند فركلها برجله ، وقال : من الذي كان عندك ؟ فقالت : لم يكن عندي أحد ، وإنما كنت نائمة . فقال : الحقي بأهلك ، فقامت من فورها إلى أهلها ، فتكلم الناس في ذلك ، فقال لها عتبة أبوها : يا بنية ، إن الناس قد أكثروا في أمرك ، فأخبريني بقصتك على الصحة ، فإن كان لك ذنب دسست إلى الفاكه من يقتله ، فتنقطع عنك القالة . فحلفت أنها لا تعرف لنفسها جرما ، وإنه لكاذب عليها . فقال عتبة للفاكه : إنك قد رميت ابنتي بأمر عظيم ، فهل لك أن تحاكمني إلى بعض الكهنة ؟ فخرج الفاكه في جماعة من بني مخزوم ، وخرج عتبة في جماعة من بني عبد مناف ، وأخرج معه هندا ونسوة معها ، فلما شارفوا بلاد الكاهن تغيرت حال هند ، وتنكر أمرها ، واختطف لونها . فرأى ذلك أبوها ، فقال لها : إني أرى ما بك ، وما ذاك إلا لمكروه عندك ! فهلا كان هذا قبل أن يشتهر عند الناس مسيرنا ! قالت : يا أبت ، إن الذي رأيت مني ليس لمكروه عندي ، ولكني أعلم أنكم تأتون بشرا يخطئ ويصيب ، ولا آمن أن يسمني ميسما يكون علي عند نساء مكة . قال لها : فإني سأمتحنه قبل المسألة بأمر . ثم صفر بفرس له فأدلى ، ثم أخذ حبة بر فأدخلها في إحليله ، وشده بسير وتركه ؛ حتى إذا وردوا على الكاهن أكرمهم ونحر لهم ، فقال عتبة : إنا قد جئناك لأمر ، وقد خبأت لك خبيئا أختبرك به ، فانظر ما هو ؟ فقال : ثمرة في كمرة ، فقال : أبين من هذا ، قال : حبة بر ، في إحليل مهر ، قال : صدقت ، انظر الآن في أمر هؤلاء النسوة . فجعل يدنو من واحدة واحدة منهن ، ويقول : انهضي ، حتى صار إلى هند ، فضرب على كتفها ، وقال : انهضي غير رقحاء ولا زانية ، ولتلدن ملكا يقال له معاوية ، فوثب إليها الفاكه ، فأخذها بيده وقال : قومي إلى بيتك ، فجذبت يدها من يده ، وقالت : إليك عني ، فوالله لا كان منك ، ولا كان إلا من غيرك ! فتزوجها أبو سفيان بن حرب .
الرقحاء : البغي التي تكتسب بالفجور ، والرقاحة : التجارة .
وولي معاوية اثنتين وأربعين سنة منها اثنتان وعشرون سنة ولي فيها إمارة الشام منذ مات أخوه يزيد بن أبي سفيان ، بعد خمس سنين من خلافة عمر ، إلى أن قتل أمير المؤمنين علي عليه السلام في سنة أربعين . ومنها عشرون سنة خليفة إلى أن مات في سنة ستين ، ومر به إنسان وهو غلام يلعب مع الغلمان ، فقال : إني أظن هذا الغلام سيسود قومه ، فقالت هند : ثكلته إن كان لا يسود إلا قومه ! ولم يزل معاوية ذا همة عالية ، يطلب معالي الأمور ، ويرشح نفسه للرياسة ، وكان أحد كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
Sayfa 201