Nehcü'l-Belağa Şerhi
شرح نهج البلاغة
Soruşturmacı
محمد عبد الكريم النمري
Yayıncı
دار الكتب العلمية
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
1418 AH
Yayın Yeri
بيروت
قال الرضي رحمه الله : أقول : الأرمية جمع رمي ؛ وهو السحاب . والحميم ههنا : وقت الصيف ، وإنما خص الشاعر سحاب الصيف بالذكر لأنه أشد جفولا ، وأسرع خفوقا ، لأنه لا ماء فيه ، وإنما يكون السحاب ثقيل السير لامتلائه بالماء ، وذلك لا يكون في الأكثر إلا زمان الشتاء ؛ وإنما أراد الشاعر وصفهم بالسرعة إذا دعوا ، والإغاثة إذا استغيثوا ، والدليل على ذلك قوله : هنالك لو دعوت أتاك منهم .
الشرح : تواترت عليه الأخبار ، مثل ترادفت وتواصلت . ومن الناس من يطعن في هذا ، ويقول : التواتر لا يكون إلا مع فترات بين أوقات الإتيان ، ومنه قوله سبحانه ' ثم أرسلنا رسلنا تترى ' ، ليس المراد أنهم مترادفون ، بل بين كل نبيين فترة ، قالوا : وأصل تترى من الواو ، واشتقاقها من الوتر ، وهو الفرد : وعدلوا هذا الموضع مما تغلط فيه الخاصة .
من أخبار معاوية بن أبي سفيان
ومعاوية هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي . وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي . وهي أم أخيه عتبة بن أبي سفيان . فأما يزيد بن أبي سفيان ، ومحمد بن أبي سفيان ، وعنبسة بن أبي سفيان ، وحنظلة ابن أبي سفيان ، وعمرو بن أبي سفيان ، فمن أمهات شتى .
وأبو سفيان هو الذي قاد قريشا في حروبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وهو رئيس بني عبد شمس بعد قتل عتبة بن ربيعة ببدر ، ذاك صاحب العير ، وهذا صاحب النفير ، وبهما يضرب المثل ، فيقال للخامل : لا في العير ولا في النفير .
وروى الزبير بن بكار أن عبد الله بن يزيد بن معاوية جاء إلى أخيه خالد بن يزيد في أيام عبد الملك ، فقال : لقد هممت اليوم يا أخي أن أفتك بالوليد بن عبد الملك ، قال : بئسما هممت به في ابن أمير المؤمنين ، وولي عهد المسلمين ! فما ذاك ؟ قال : إن خيلي مرت به فعبث بها وأصغرني ، فقال خالد : أنا أكفيك ، فدخل على عبد الملك والوليد عنده ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إن الوليد مرت به خيل ابن عمه عبد الله ، فعبث بها وأصغره - وكان عبد الملك مطرقا - ، فرفع رأسه ، وقال : ' إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون ' ، فقال خالد : ' وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ' ، فقال عبد الملك : أفي عبد الله تكلمني ! والله لقد دخل أمس علي فما أقام لسانه لحنا ! قال خالد : أفعلى الوليد تعول يا أمير المؤمنين ! قال عبد الملك : إن كان الوليد يلحن فإن أخاه سليمان لا . فقال خالد : وإن كان عبد الله يلحن ، فإن أخاه خالدا لا ، فالتفت الوليد إلى خالد وقال له : اسكت ويحك ! فوالله ما تعد في العير ولا في النفير ، فقال : اسمع يا أمير المؤمنين ، ثم التفت إلى الوليد ، فقال له : ويحك ! فمن صاحب العير والنفير غير جدي أبي سفيان صاحب العير ، وجدي عتبة صاحب النفير ! ولكن لو قلت : غنيمات وحبيلات والطائف ، ورحم الله عثمان ، لقلنا : صدقت .
Sayfa 199